خطر انهيار بناية الحامة العتيقة لمولاي يعقوب يسلط الاضواء على إبعاد " فريق بن الصديق" من جمعية احتفالات فاس تم إنهاء مهمة أحمد بن الصديق (الصورة) من على رأس شركة سوطرمي société thermomedical de My yacoub التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، التي كان يشغل منصب مديرها العام، بصفة مفاجئة بتاريخ 23 ماي 2006 بمبرر عدم إلغائه لخبرة تقنية حول تشخيص وضعية بناية حامة مولاي يعقوب العتيقة، التي اتخذ قرار إجرائها المجلس الإداري لشركة سوطرمي يوم 7 مارس 2006، وأوكل مهمة إنجاز هذه الخبرة للمختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE). "" الأدهى من هذا أن أحمد بن الصديق سيتوصل بتاريخ 15 شتنبر 2006 برسالة مضمونة تحت رقم 06/949 من إدارة صندوق الإيداع والتدبير تتهمه فيها بعدم احترام الملك وإزعاجه (Harcélement) عند زيارة خاصة له إلى حامة مولاي يعقوب يومي 15 و16 فبراير 2006. وقد توصل بن الصديق بصك الاتهام هذا، الموقع من طرف أربعة أطر في صندوق الإيداع والتدبير؛ من بينهم مدير سوطرمي الحالي؛ إلى جانب محامي الصندوق، لم يحضروا الزيارة الملكية، بعد 7 أشهر من الزيارة الملكية! و10 أيام فقط من تسليم بن الصديق بتاريخ 05 شتنبر 2006 تقريرا مفصلا عن وضعية الشركة إلى المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير مصطفى الباكوري، مرفق بطلب لقاء معه. الغريب في صك الاتهام المشار إليه، أنه يؤاخذ بن الصديق على إقدامه تقديم ملف إلى جلالة الملك يتضمن مجسمات وصور واقتراحات بإعادة هيكلة مركب حامة مولاي يعقوب! وبنت إدارة الصندوق على ذلك تهمتها لبن الصديق. في حين أن ما رفعه بن الصديق- حسبه- إلى جلالة الملك يتمثل في وثيقة من صفحتين لخص فيهما تصوره لمشروع تطوير وتنمية الحامة، وخاصة الشراكة مع كلية الطب بفاس لإحداث تخصص طبي على الصعيد الوطني لأجل تطوير الخدمات الطبية للشركة بالحامة. وهو المشروع الذي أقبر في المهد. وقد كشفت الهيئة الجهوية للأطباء بفاس شهر أبريل 2006 عن اختلال يتمثل في عدم حصول المدير الطبي للمؤسسة على رخصة المزاولة القانونية. واعتزازا بهذه الزيارة الملكية أهدى بن الصديق لجلالة الملك نسخة من المجلة الفرنسية Centraliens تتضمن صورة شاب فرنسي وهو يرفع راية المغرب على أعلى قمة في العالم "إيفيريست/ L’everest" يوم زفاف صاحب الجلالة. ولعلها الهدية التي تحولت إلى تهمة " عدم احترام الملك". وتجدر الاشارة إلى أن تاريخ طلب إلغاء الخبرة المشار إليه أعلاه جاء بعد أن أكمل المختبر العمومي للتجارب والدراسات (LPEE) أشغال الخبرة، وسلم تقريره النهائي إلى المدير العام لشركة سوطرمي أحمد بن الصديق، الذي بادر من جانبه بإرسال نسخ من هذا التقرير بتاريخ 19 ماي 2006 إلى كل من الإدارة العامة لصندوق الإيداع والتدبير ووالي جهة فاس بولمان باعتباره رئيس مجلس إدارة سوطرمي. وقد أكد هذا التقرير مضمون خبرة سابقة أنجزها مكتب المراقبة التقنية (SOCOTEC) شهر يناير 2006 ، أكد فيها أن بناية حامة مولاي يعقوب العتيقة مهددة بالانهيار. مع العلم أن عملية ترميم شكلية لهذه البناية تمت سنة 2002 . ونشير إلى ان هناك مراسلات بعث بها المهندس المعماري الفرنسي جون بول إشتير Jean Paul Ichter إلى الجهات المعنية منذ سنة 1993 تثير انتباهها إلى الأخطار المحدقة بهذه البناية. وإذ نترك للقارئ أن يكتشف علاقة هذه الوقائع بواقعة إبعاد " فريق بن الصديق" الذي أعد مشروع الاحتفال الوطني بذكرى مرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس، نثير الانتباه إلى عواقب عدم أخذ تنبيهات(SOCOTEC) و (LPEE) مأخذ الجد، وإبعاد الكفاءات من مواقع المسؤولية والتدبير حتى لا تتكرر "مأساة ليساسفة" في حامة مولاي يعقوب. ولنا عودة إلى موضوع حامة مولاي يعقوب ببعض التفصيل، لأن وراء الأكمة جبل.