قال إيريك غُولدشتَاين، مدير الأبحاث بمنظّمة "هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ" عن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إنّ الزيارة الحالية لم تتضمّن لقاءات له مع مسؤولين حكوميين مغاربة بقدر ما اعتمدت على التباحث مع نشطاء جمعويين وحقوقيّين، من بينهم محامون، وزاد أنّ التواصل مع المسؤولين المغاربة مستمر بدعامات كتابية توفر أجوبة عن العديد من التساؤلات التي ستثار ضمن التقرير المقبل للمنظّمة الحقوقية الدولية. ويضيف غُولْدْشتَايْن لهسبريس، ضمن لقاء يبث صوتا وصورة بتجزيء على حلقات، أن الوثيقة الدستورية المغربية الحالية تعدّ "متميزة في مضامينها الحقوقيّة خلافا على الدساتير السابقة".. "مقتضيات حقوقية عدّة تمّت دسترتها، كتجريم اقتراف أعمال تعذيب وإشعار الأسر عند اعتقال قريب لها والاعتراض على قوانين غير الدستورية أمام القضاء، وهو أمر جيّد جدّا، لكنها تبقى نصوصا ينبغي انتظار صدور قوانينها التنظيمية ورصد تطبيقها على أرض الواقع" يردف إيريك. ذات الحقوقي اعتبر أنّ المتابعة الأخيرة لمعاذ بلغوات، الحامل ل "الحاقد" كاسم فنيّ، تعدّ لدى هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ "مبنية على حقه في التعبير"، خلافا لمحاكمته الأولى التي لم تساندها المنظّمة بناء على مضمون صكّ الاتهام الذي وجه إليه ادعاءات ب "التعنيف"، "الأغنية التي يحاكم بسببها وجّهها للشرطة المغربية، وبها كلام اعتبرته هذه المؤسسة غير مقبول.. قد يكون الأمر غير لائق، لكنه لا يبرر المحاكمة أو الحرمان من الحريّة، ونحن ضدّ استمرار وجود جرائم مرتبطة بما يسمّى: إهانة هيئات منظّمة.. تماما كما نرفض اعتماد محاضر الضابطة القضائية كأسس للإدانة" يقول غُولدشتَاين. وضمن اللقاء نفسه أورد مدير أبحاث هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ أن الشكايات التي كان يتم التوصل بها تفيد بوجود معتقل سري للتعذيب بضواحي مدينة تمارة، ثمّ استدرك: "يبدو أن الأمر لم يعد كما كان، لا يذكر هذا المكان حاليا ضمن ما نتوصل به، ونتمنّى أن تكون هذه المرحلة قد انمحت.. طبعا نحتاج لمزيد من الوقت ليتأكّد لنا ذلك، وأنا شخصيا لم أقتنع بعد، نراقب تعاطي المغرب مع المراحل المقبلة وما إذا كان تعامله مع مستجدّاتها سيختلف عن تدابير سيئة كانت ذروة تفعيلها مقترنة بتفجيرات الدّار البيضاء قبل 9 سنوات". غُولدْشْتَايْن أقر بأن هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ تراجعت ضمن أدائها بالمغرب خلال العام الماضي، قارنا بين ذلك و"محدودية موارد المنظّمة التي ارتأت الاشتغال على ملفات بدول كتونس وليبيا ومصر، بمعية نشطاء سياسيين سبق لهم وأن تعرضوا لخروقات حقوقية قبل الوصول الآن إلى مواقع سلطة ببلدانهم"، معتبرا بأن دولا كالمغرب والجزائر قد لاقت "تركيزا أخفّ" اعتبارا لميل هْيُومْنْ رَايْتْسْ وُوتْشْ إلى "التأثير والمساعدة ضمن التغيير المنشود ببلدان الربيع".. "نعمل حاليا على استعادة التوازن في أدائنا بالمنطقة، مع مراعاة الموارد التي نتوفر عليها للاشتغال" يقول إيريك غُولدشتَايْن لهسبريس.