يكشف شريط «المغول» السينمائي، وأنجزه المخرج الروسي سيرغي بودروف، الوجه الآخر لجنكيز خان، الرجل الذي أرعب العالم. وأظهر بودروف خان في صورة حاكم نبيه وعاشق متيّم، وأهمل صورة المحارب المعطش للدماء المتداولة. "" وغالباً ما تستقى المعلومات عن جنكيز خان من الملحمة الشعرية «أسطورة المغول المقدسة». وهذه كُتبت بعد وفاته في 1227، وتسرد تاريخ عهد جنكيز خان. وانكب واضع الملحمة على رواية حياة تيمودجين الشاب وتوقه الى البروز، وأهمل أداء جنكيز خان العسكري في المعارك بعد بلوغه الرشد. فجنكيز خان بسط سلطته في أقاليم كثيرة يفوق عددها تلك التي حكمها الاسكندر ذو القرنين، وزرع الرعب في قلوب البشر. ويبدأ فيلم «المغول» بمقتل قائد (أو خان) مغولي، في حرب ضروس دارت بين العشائر. فوجد تيمودجين الصغير (9 أعوام) نفسه تحت رحمة أعداء أبيه الذين كانوا يحاولون الاستيلاء على السلطة، واضطر الى النزول على أوامر الخان الجديد. وأهدى جنكيز خان إنجازاته الحربية الى زوجته الأولى، بورتي، التي عقد قرانه عليها وهو يافع. وتدور حوادث الفيلم، ومنها الفتوحات الكبرى، وتوحيد أراضي المغول والرحَّل تحت راية واحدة، حول قصة افتراق جنكيز عن زوجته ولقائه بها بعد الفراق. وعرض بودروف علاقة جنكيز خان بأخيه، وهي علاقة صداقة وعداوة في آن. ولم يستعد بودروف النظرة الأوروبية التقليدية إلى جنكيز خان العنيف الذي يقضي على الحياة أينما حل، ويخلّف وراءه أراضي مقفرة. وسلط المخرج الضوء على أول أعوام حكم جنكيز خان الذي بدا مسؤولاً متنوراً، ورقيق القلب ولائقاً ونبيلاً. ويندر تمتع شخص يلتزم تقاليد بدوية، ويعيش في السهول والبراري في القرن الثاني عشر، بهذه الصفات. وبلغت قيمة موازنة «المغول» 20 مليون دولار، وهي الأعلى في تاريخ السينما الروسية. ويدعو الفيلم المشاهدين الى تجاوز الرواية التاريخية الرسمية عن خان، والى الانتباه الى أن الزعيم جنكيز خان يجمع القسوة الى الحكمة، والعنف الى الرقة. وسلط بودروف الضوء على هذه الازدواجية. فأدى الممثلون أدوارهم على خلفية مؤثرات بصرية. وقد يخال المرء ان المخرج لم يستعن بخبراء مؤثرات بصرية محترفين. ولكن بودروف أراد إضفاء طابعٍ غير حقيقي على مشاهد عمليات القتل، ونزع الطابع الواقعي عن صور الرؤوس المقطوعة والدماء السائلة. وأبلغ المشاهد أن جنكيز خان ارتكب مجازر، ولكن جرائمه لا تختزل سيرته، وليست مرآة شخصيته الوحيدة. عن «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية انتظر التحميل لمشاهد"برومو" الفيلم