يتوجه الناخبون في إقليمكيبيك اليوم الثلاثاء لاختيار أحد ثلاثة أحزاب يعرض أحدها "الاستقرار" والثاني ادخال "تغيير كبير" والثالث الانفصال بعد فترة عن كندا، في وقت يسابق الفاعلون السياسيون الزمن٬ من أجل حث سكان هذا الإقليم الفرنكفوني على الإدلاء بأصواتهم حسب قناعاتهم. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الحزب الكيبيكي الذي تتزعمه بولين ماروا (يسار الصورة) ويدعو الى الانفصال في طريقه الى الفوز على ما يبدو. لكن فوزه سيكون متواضعًا نسبيًا وقد يضطر لتشكيل حكومة اقلية في المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي تضم ستة ملايين ناخب. وتفيد ارقام جمعها معهد كروب لصحيفة "لا برس" قبل اسبوع من الاقتراع ان الحزب الكيبيكي سيحصل على 32 بالمئة من الاصوات مقابل 28 بالمئة لتحالف مستقبل كيبيك الحزب الجديد الذي يدعو الى "التغيير" ويقوده فرنسوا ليغو(يمين الصورة)، و26 بالمئة لليبراليين بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته جان شاريه (وسط الصورة) الذي يحكم البلاد منذ 2003. وبعد تحديث هذه الارقام، تبين ان الحزب الكيبيكي سيشغل 63 من مقاعد الجمعية الوطنية البالغ عددها 125، مقابل 33 لتحالف مستقبل كيبيك و27 لليبراليين. كما سيشغل الحزب الاستقلالي اليساري الصغير كيبيك المتضامنة مقعدين. ويتمتع الحزب الكيبيكي بتأييد الناطقين بالفرنسية المتمسكين بفكرة استقلال مقاطعتهم. كما يفترض ان يلقى دعم الشبان الذين لا تثير الانتخابات اهتمامهم عادة، بسبب دعمه لهم في النزاع حول رسوم التعليم. كما يلقى تأييد النساء لان ماروا يمكن ان تصبح اول رئيسة للحكومة في تاريخ المقاطعة. ويستفيد الحزب من الاستياء من اداء شاريه اذ تشير استطلاعات الرأي الى ان اغلبية الناخبين يجدون ان الحزب الليبرالي اصبح قديما بعد تسع سنوات في السلطة ويتحدثون عن شكوك بالفساد فيه مع ان ايا من اعضاءه لم يعاقب بقرار قضائي. الا ان الحزب الكيبيكي يعاني من نقطة اساسية يلفها الغموض في قلب برنامجه وهي الطريق الى الاستقلال. فقد اضطرت ماروا تحت ضغط الجناح المتشدد في الحزب، للتعهد ببدء "استفتاء بمبادة شعبية" بهذا الشأن اذا وقع 15 بالمئة من الناخبين طلبا في هذا الاتجاه. لكنها تدرك في الوقت نفسه ان كيبيكيا واحدا من اصل ثلاثة مستعد حاليا للتصويت على الانفصال واجراء استفتاء ثالث بعد اقتراعي 1980 و1985، سيكون انتحارا. من جهته، سعى شاريه الى تقديم التصويت على انه "خيار المجتمع" بين الاستقرار والاقتصاد والوظائف التي سيمثلها مع فريقه، و"الفوضى" وسيطرة الشارع الذي سيجلبه فوز الحزب الكيبيكي. وقد استخدم التحذير نفسه من "الفوضى" بحديثه عن ليغو مذكرا اياه بالحاح بماضيه في الحزب الكيبيكي. وقد وصفه بانه "غير جدير بالثقة" واعتبر وعوده الانتخابية "غير واقعية". لكن هذه الانتقادات لم تمنع حزب ليغو رجل الاعمال السابق، من التقدم بل من تجاوز الليبراليين. ويرى ليغو ان الكيبيكيين ملوا من "الحزبين القديمين" اي الاتحاديين الليبراليين والانفصاليين. ووعد بوضع مسألة الانفصال جانبا "لعشر سنوات" وب"انعاش كيبيك" عبر مكافحة الفساد خصوصا. كما وعد بخفض الضرائب بقدر الف دولار كندي لكل عائلة. وكان نحو مليون ناخب٬ أي ما يعادل 16٬6 من أصل 5٬9 مليون شخص ضمن المسجلين في اللوائح الانتخابية٬ قد صوتوا بشكل استباقي الأسبوع المنصرم٬ فيما لم تتعد هذه النسبة 11٬7 خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2008٬ وهو ما يؤشر على أن نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية٬ التي ستفضي إلى وصول فريق حكومي جديد إلى دواليب السلطة التنفيذية٬ ستكون هامة وكبيرة مقارنة بنظيرتها السابقة.