أثار الشاب المنحدر من برشيد، محمد نحمد، العديد من ردود الأفعال بعد انتشار خبر إقدامه على صناعته "طائرة صغيرة" بإمكانيات بسيطة ووسائل بدائية، وهو ابن ال22 من عمره، حيث اختلفت المواقف من دعاة لاحتضان موهبته وتشجيع اختراعه الذاتي، إلى الواصفين هذا الأخير بالبسيط والعادي الذي لا يدخل في دائرة الاختراعات أو الإبداعات. هسبريس زارت نحمد بجماعة الحساسنة من تراب بلدية برشيد، وشاهدت صنعة الشاب الذي لم يكمل دراسته الثانوية لدواع مالية، وقال محمّد إن شغفه بميدان الطيران وتفكيره في صناعة طائرة قد لازماه منذ الصغر، "بعد انقطاعي عن الدراسة بدأت في البحث والتأمل، وجمعت بعض الأموال التي لم تكن كافية، فعكفت على تجميع المواد الأولية البسيطة لتحقيق طموحي" يقول ذات الشاب. وبالنسبة لمحمّد نحمد فإن ما قام به ما هو إلا محاولة لإخراج فكرة من الجانب النظري إلى الواقع التطبيقي رغما عن الإكراهات المتنوعة التي أحاطت بالمشروع، ولا يخفي ذات الشاب يقينه من كون طائرته "غير قادرة على التحليق حاليا".. "صنعتها ببساطة كبيرة بما توفر لي من عتاد.. وأنتظر المساندة من الملك والسلطات لاقتناء ما يلزمني من مواد حديثة تليق بطائرة حقيقية". الكاشف عن طائرته بضواحي برشيد أعلن إهدائه المركبة الصغيرة إلى الملك محمد السادس، داعيا إياه إلى تبني الفكرة الطموحة والمساعدة في تحقيق حلم، "تمنيت أن أهدي طائرتي للملك رغما عن الفرصة التي لم تتحها لي الإجراءات المعقّدة كي أفعل ذلك.. فقد ذهبت إلى القصر الملكي بالرباط، يوم عيد العرش، لكنهم أرجعوني كي أهاديَ الملك عبر عامل برشيد" يقول نحمد قبل أن يزيد: "ما حز في نفسي أنّ المسؤول عن عمالة برشيد بالنيابة قال لي بالحرف: هذا غير تخربيق". وطالب الشاب السلطات الإدارية ب "عدم عرقلة مشواره في الإبداع"، وزاد: "من العيب والعار أن أواجه بكلمات إحباط رغما عمّا عانيت لأجل الدراسة، هذا طموحي منذ 10 سنوات.. وأتمنى ألا تمارس السلطات قمعها عليّ وأن تمكّنني من التشجيع الذي أطالب به". وفي رده على منتقدي طائرته قال نحمد لهسبريس إن حساباته الهندسية "مضبوطة"، واسترسل: "أعلم بوجود أمور تنقص طائرتي، وأخرى يجب أن تتغير، لكني لا أتوفر على إمكانيات متطورة لصناعة طائرة حقيقية ولذلك استعملت ما توفّر لي.. أخطاء البداية ضرورية، وكل فكرة يجب أن تمر بالتجريب حتّى يتمّ تنقيحها وإعدادها للنجاح والتميّز". "ما نلته من تشجيعات قدمت إليّ من أهل الدوار، لقد فرحوا كثيرا لأني جعلت اسم منطقتي متداولا رغما عمّا تعانيه من تهميش وفقر وإهمال.. طموحي الحين أن أستمر فيما بدأت على أمل إنهائه وأجعله عمليا.. لا أرغب في إزعاج السلطات، كما لا رغبة لي في أن تزعجني، أريد أن أسهم فقط بشيء لصالح وطني" يورد محمد الذي زامن حديثه لهسبريس تحرّك فايسبوكيّين مغاربة لإنشاء صفحة "لا لإقبار الطاقات المغربية والأدمغة المحلية"، وذلك فيما وصفوه "تضامنا مع كل النجباء المغاربة الذين يتعرضون لمحاولات إقبار طاقاتهم.. وآخرهم آدم الذي إعتقل على خلفية إختراع رادار، ومحمد نحمد الذي تعرض لمضايقات من طرف سلطات برشيد على خلفية صنعه لطائرة".