قالت مصادر مطلعة من داخل المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش، إن 3 نساء وضعن مواليدهن على أرضية المؤسسة الصحية، في غياب تام لأي طبيب أو ممرضة، في الوقت الذي يتم فيه منع اصطحاب أي هاتف نقال إلى داخل المستشفى من طرف رجال الحراسة، مخافة تصوير وضعية المرضى التي وصفها مصدرنا ب"الكارثية". وتقول قريبة إحدى النساء الثلاث، إن ابنة خالتها (ع. أ.)، قدمت إلى المستشفى المذكور بعد أن أحست بالمخاض، رفقة زوجها من دوار شعوف بالعزوزية نواحي مراكش، لتضع مولودها لوحدها في التاسعة ليلا من يوم أمس على أرضية المركز الاستشفائي، بعد أن أحكمت قبضتها بكرسي بجانبها.. إلى أن جاء طبيب متمرن ليقطع الحبل السري وينصرف على الفور بعد أن أخبرها بتاريخ أداء فاتورة المستشفى. وتضيف السيدة (ع. أ.)، في اتصال هاتفي مع "هسبريس"، أنها شاهدت امرأتين وضعتا مولوديهما أمامها وبنفس الطريقة وذات الإهمال، مضيفة أن الغرف التي تأوي الأمهات حديثات الوضع ممتلئة عن آخرها، "حيث ترقد امرأتان رفقة مواليدهن في سرير واحد.. في وضعية جد مهينة ومن غير أي حد أدنى من الاهتمام". وتوضح المحدثة، التي لازالت تعاني من ألم الولادة وإرهاق الإهمال، أن جل النساء كن يشتكين يوم أمس من وضعيتهن "غير الإنسانية"، كما يتم ضربهن على وجوهن أو تهديدهن في حالة الاحتجاج بإخراجهن من المستشفى، هذا في الوقت الذي أكدت فيه أن الممرضات يكتفين بالضحك والسخرية على النساء اللائي يصرخن من معاناتهن. وتأتي هاته الحادثة، التي تشهدها العديد من مستشفيات الممكلة، في الوقت الذي سبق لوزير الصحة، الحسين الوردي٬ أن صرح في غشت الماضي، أن وزارته عملت، في إطار مخططها الحالي، على إطلاق 20 وحدة جديدة لإسعاف الولادة عن قرب، وانطلاق عملية اقتناء طائرات هليكوبتر للإسعاف بمراكش٬ وتحديد 80 وحدة استعجالية للقرب٬ وإطلاق تأهيل 4 أقطاب للمستعجلات الطبية بكل من وجدةومراكش والدار البيضاء وسيدي بنور. كما أكد الوزير أنه تم تجهيز مستشفيات الولادة في 7 جهات وتجهيز 90 وحدة للولادة بالمناطق القروية وإعادة تأهيل 10 مستشفيات ولادة٬ فضلا عن ترقية وتأهيل وتوسيع المراكز الاستشفائية الإقليمية والمستشفيات المحلية.