تخوض اينج روشر سباقا ضد الزمن ٬ إذ سخرت طاقتها النفسية والجسدية لربح معركتها من أجل خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي والتخلي عن الأورو والعودة إلى تداول العملة الوطنية. ففي ظل الأزمة التي يجتازها الاتحاد الأوروبي والأورو ٬ تشعر إينج روشر بأنها لا تغرد خارج السرب ٬ لاسيما بعد صدور استطلاع للرأي كشف عن قلق النمساويين من أزمة الأورو ٬ إذ أن 54 في المائة منهم أبدوا استعدادهم للتصويت لصالح خروج بلادهم من الاتحاد والأورو إذا ما تم إجراء استفتاء اليوم. وعبرت السيدة روشر ٬التي كانت خلال حديث أجراه معها مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء بفيينا ترتدي زيا تقليديا نمساويا وتحمل شارة عليها رمز (الاتحاد الأوروبي) مشطوبا٬ عن عزمها الراسخ على المضي قدما بالرغم من الفشل الذي باءت به مساعيها المتتالية الرامية إلى إجراء استفتاء أو عرض مسألة بقاء النمسا في الاتحاد على البرلمان. ويخول القانون النمساوي لأي مواطن أو مجموعة اتخاذ مبادرة مواطنة وعرضها أمام البرلمان شرط التمكن من جمع عدد من التوقيعات المصادق عليها لدى موثق لامكانية . ويمكن تصور ماذا يعني ذلك بالنسبة لمواطنة نمساوية ترفض الانخراط تحت لواء حزب سياسي وتعول على أصدقاء وجمعيات ومتطوعين لجمع التوقيعات وتوفير الاعتمادات المالية لطبع المنشورات وعقد الاجتماعات ودفع تكاليف الموثق (47000 أورو). لم تؤيد إينج روشر يوما انضمام بلادها للاتحاد الأوروبي٬ فهي تعتبر أن ذلك يشكل مسا بعنصرين أساسيين في صرح الهوية النمساوية وهما الحياد والسيادة. ولاحظت أن النمسا٬ التي اختارت بعد الحرب الحياد على غرار جارتها سويسرا ٬أخذت تفقد يوما بعد يوم هذا العنصر المكون لهويتها بين الأمم. ففي رأيها لم يعد هناك أي حياد للنمسا ما دام جنودها ينتشرون بأفغانستان. أما فيما يتعلق بالسيادة٬ تضيف روشر ٬ فإن النظام المركزي لبروكسيل يحرم الدول من سلطة اتخاذ القرار ويفرغ المؤسسات التمثيلية الوطنية من دورها ومضمونها . وبالنسبة لروشر فإن هذا النظام يعد مسا خطيرا بالديمقراطية التي ما فتئت تتلاشى خلف ديكتاتورية تكنوقراطية. وهو ما يحيل على حديث لفلاديمير بوكوسكي المنشق السابق الذي شبه هذا النظام بالاتحاد السوفياتي السابق. وترى روشر أن الاتحاد الأوروبي عبارة اتحاد سوفياتي ليبرالي يخدم البنوك وليس الشعوب٬ مذكرة بأن "معاهدة لشبونة تنص على أنه بإمكان رؤساء الدول اتخاذ قرارات دون استشارة شعوبهم ولا المؤسسات التي تمثلهم ". وفي تقدير السيدة روشر فان انضمام بلادها للاتحاد الاوروبي أمر غير مقبول منطقيا .فالتزام النمسا في الاسهام في تمويل المنظمة الأوربية للطاقة الذرية ( أوراتوم )٬تقول السيدة روشر٬ يتناقض كليا مع دستورنا الذي يستبعد أي لجوء من قبل بلدنا الى هذه الطاقة.متسائلة اذا لم يكن ذلك مسا بسيادة النمسا فما عساه يكون. وردا عن المدافعين عن بقاء النمسا داخل الاتحاد الاوروبي بذريعة أن الاتحاد قوة أمام دول أصبحت قوى يحسب لها حسابها في العالم كالصين والهند والبرازيل ٬ تقول روشر "إن الاتحاد الأوروبي أصبح مثل سفينة " تيتانيك"٬ فمع التسربات التي يشهدها نحن حميعا مهددون بالغرق ".