وُلدت الأميرة الراحلة للاّ أمينة، عمة الملك محمد السادس، في أحد أيام شهر أبريل 1954 في منفى العائلة الملكية في مدغشقر، وتوفيت أخيرا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بعد صراع مع المرض، مثل والدها المغفور له بإذن الله الملك محمد الخامس الذي وافته المنية أيضا في شهر رمضان. وخلال سنوات عمرها المديد ارتبط اسم الأميرة أمينة بأمور وإنجازات عديدة تابعتها أو أشرفت عليها، غير أن أكثر ما التصق بشخصيتها وحياتها أمران اثنان، هما الأطفال المحرومون وذوو الاحتياجات الخاصة، والفروسية أيضا، وكأن الأطفال المحتاجين والفروسية وُلدا معها حيث لم تفارقهما أينما حلت وارتحلت. وبدأت بوادر اهتمام الأميرة الراحلة بالأطفال وهي ما تزال صغيرة جدا، وذلك حتى يكبر داخلها حب فئة الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية والحنان، فقد أسند إليها والدها الملك الراحل محمد الخامس رئاسة العصبة المغربية لحماية الطفولة، وهي لم تبلغ بعد سن الرابعة. وإلى جانب الأطفال غمرت الخيول قلب الأميرة الراحلة، التي يشهد لها بعض من يعرفها بالتواضع والتعامل "الشعبي" مع البسطاء من المواطنين، حيث استطاعت في عمر مبكر أن تكتسب صفة فارس، وتتوفر على إسطبل خاص لتربية الخيول والجياد وممارسة الفروسية كرياضة وفن وهواية . وترأست الأميرة الراحلة الجامعة الملكية المغربية للفروسية منذ سنة 1999، كما أشرفت منذ سنوات عدة على "أسبوع الفرس"، بل إنها أيضا تشغل منصب رئيسة حكام المباريات الوطنية للقفز على الحواجز، ومدربة للفريق الوطني المغربي للفروسية، ما يعني أن لها تجربة لا تُضاهى في مجال الفروسية بين نساء المغرب والوطن العربي. ويُحسب للأميرة المغرمة بالخيول أنها جعلت من رياضة الفروسية رياضة شعبية قريبة إلى قلوب المغاربة ووجدانهم، ولم تعد تلك الرياضة المخملية التي لا يمارسها إلا علية القوم، وذلك بفضل مجهودات الأميرة أمينة في مجال الفروسية التقليدية و"التبوريدة". وللجمع بين ما يهواه قلبها، أي الأطفال المعاقون والخيول، قامت الأميرة ب"إدماج المعاقين ذهنيا في رياضة الفروسية، وتخصيص يوم خاص لهذه الشريحة من الرياضيين في "أسبوع الفرس"، حيث تشرف بنفسها على تدريبهم وتأطيرهم خلال الحصص التدريبية والمنافسات الدورية ".