قال مشاركون في ندوة حول موضوع "إلى أي حد يستجيب الاستثمار العمومي لمتطلبات النمو الاقتصادي في ظل السياسة الاقتصادية الوطنية المبنية على العرض"٬ نظمت مساء الجمعة الماضية بالدارالبيضاء٬ إن الاستثمارات العمومية تشكل رافعة أساسية للنمو الاقتصادي ولتحقيق التنمية بمعناها الشامل. وأكدوا خلال هذه الندوة٬ التي نظمها حزب الحركة الشعبية بمشاركة مسؤولين حكوميين وممثلي مؤسسات اقتصادية٬ أن الحكومات المتعاقبة قامت بمجهودات كبيرة في مجال الاستثمار العمومي تجسدت أساسا في بلوغها مبلغ 188 مليار درهم برسم سنة 2012 مشيرين إلى أن هذه المجهودات تؤكد عزم المغرب على مواصلة تعميم وتحديث مختلف البنيات التحتية وتوفير التجهيزات الأساسية وإطلاق دينامية اقتصادية جديدة. من جهته أكد السعيد أمسكان الأمين العام المفوض لحزب الحركة الشعبية، أن الاستثمار العمومي يمكن أن يشكل رافعة حقيقية للتنمية في المغرب، لكن تعقيد المساطر يوصل المستثمر إلى الملل. وأشار أمسكان، إلى أن اختيار المغرب للجهوية الموسعة بعد أن راكم تجارب عدة في التسيير الإدارية والتي أبانت عن محدوديتها، من شأنه أن يساهم في تطوير وتحديث هياكل الدولة، والنهوض بالتنمية. بدوره قال محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، إن مساهمة الاستثمار العمومي في النمو الاقتصادي الوطني عرف تراجعا كبيرا، ووصل إلى حد الكساد، مضيفا أنه كان ينتظر أن يتم تدارك ذلك من خلال العمل على تطوير وتشجيع الاستثمار الخاص والخارجي. وأبرز أوزين، في ذات الندوة أن الدولة عملت على التقليص في الاستثمار العمومي الذي لا أحد يمكن أن ينكر دوره في النمو الاقتصادي عموما، متسائلا عن الآليات الناجعة والقائمة على منظور شمولي التي من شأنها إعادة انطلاق الاستثمار العمومي بشكل قوي. وانتقد أوزين رؤية إدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، القائمة على أن الاستثمار العمومي مهم جدا في ما يتعلق بتشجيع النمو، خاصة تلك المتعلقة بأهمية التكامل بين الاستثمارات العمومية والخاصة، سيما أن هذه الأخيرة لم تواكب القطاعات الاجتماعية كالتعليم والصحة. وزاد الوزير بالقول: "جميل أن نستثمر في الخدمات الاجتماعية التي تعرف عدة اضطرابات بعد تراجع الصحة بفعل عدم مواكبتها للحاجيات الضرورية، واستفحال أزمة التعليم العمومي بانسداد الآفاق أمام المتعلمين وتدهور الجودة، لكن الاستثمار في هذين القطاعين سينتج لنا أصحاء ومتعلمين ونقيضهم، وبالتالي كيف يمكن تحقيق المعادلة دون التأثير على القدرة الشرائية للمواطن"، يقول أوزين. من جتهه أكد إدريس الأزمي الإدريسي أكد على أهمية اختيار وبرمجة وتنزيل الاستثمارات العمومية وربطها بالنتائج حتى تكون ناجعة، قائلا إن الحكومة تواصل مجهوداتها في مجال الاستثمار العمومي خاصة في ضوء الخصاص في البنيات الأساسية. واعتبر أن نجاعة الاستثمارات العمومية يعني ربطها بالمردودية، وجعلها وسيلة لتوفير الشروط الملائمة والمواتية لانطلاق القطاع الخاص وليس استجابة لظروف معينة، مشيرا في هذا السياق إلى أن الاستثمار العمومي مهم جدا في ما يتعلق بتشجيع النمو. وأجمعت باقي المداخلات على أن المغرب في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية تواجهه تحديات كبيرة تتمثل في الولوج للتمويل، وفي نجاعة الاستثمارات العمومية وربطها بالمردودية، وربح رهان التنافسية، وتوفير العنصر البشري المؤهل لمسايرة متطلبات التنمية، ومواجهة انعكاسات التغيرات المناخية، مع التأكيد على أهمية مشروعي الطاقة الشمسية والريحية في الحد من هذه التغيرات وفي اقتصاد الطاقة، وبناء أسس اقتصاد أخضر.