نظم المجلس البلدي لسطات ،بشراكة مع جمعية الفن السابع، المهرجان الوطني الثاني لفيلم الهواة . "" وقد جاءت هذه المبادرة الطيبة كنوع من الاهتمام بالمبدعين الهواة ،حيت خلقت لهم فضاء أتاح لهم الفرصة لعرض إبداعاتهم الفنية،وهيئت لهم الزمان والمكان المناسبين للتعارف وتبادل الخبرات والتجارب في ما بينهم . مهرجان سطات السينمائي انفرد بطابع مغاير لما هو متداول بالمهرجانات الأخرى كمهرجان مراكش ،تطوان ، طنجة ،أفلام البحر الأبيض المتوسط مهرجان الفيلم الأفريقي والعربي ..وغيرهم ، التي تختص بعرض أشرطة، بنوعيها القصير والطويل ، ذات صبغة احترافية. ويكمن انفراده في إلقائه الضوء على نوع أخر من الأفلام ، أنجزت من طرف أنامل شابة هاوية ، كنا نجهل تواجدها على الساحة الفنية لكونها تشتغل في الخفاء وتنتج أفلام ، تجسد من خلالها أحاسيسها ومعاناتها. المهرجان فتح الباب على مصراعيه للشباب الهواة ليبرزوا طاقاتهم الإبداعية، أمام لجنة مكونة من فنانين محترفين، ليبدوا آرائهم وانتقاداتهم البناءة ،مما سيمكنهم من تطوير أساليبهم التقنية والفكرية،وتحسيسهم بوجود من يهتم بإبداعاتهم ويقيمها تقييما سيشجعهم على المزيد من العطاء والاستمرارية . مهرجان سطات ،وهو يطفئ شمعته الثانية، غير تمركز فئة من الشباب في الخلفية والخفاء وقدمها للجمهور المغربي ،بما فيهم محترفي القطاع الفني السمعي البصري، ليستمتع بإنجازاتهم ،الشيء سيكون له انعكاس إيجابي سنجني ثماره في المستقبل ،ويكفينا الآن أنه أوقف حالات الإجهاض ،التي أدت إلى تقوقع مجموعة من الشباب على أنفسهم ،وكبت أحاسيسهم الإبداعية. على العموم فقد حازت جميع الأفلام على إعجاب المشاهد، وصفق لها بحرارة لدرجة تعذر على لجنة التحكيم تحديد ثلاثة أفلام للفوز بالجائزة، نظرا لما تميزت به من تقنية عالية في التصوير ،وتفوق كبير في اختيار مواضيع معاصرة لما يروج على الساحة من قضايا ذات أبعاد اجتماعية وتربوية. وموازاة مع عرض الأفلام خلال كل أمسية ،فقد قرر المنظمون استغلال فترة ما قبل الظهيرة ،لتنظيم ثلاثة ورشات في مجالات متعددة :ككتابة السيناريو ، التصوير السينمائي والمونطاج الرقمي ، أطرت من طرف مجموعة من الأستاذة والمحترفين ،واستفاد منها المشاركون بمعلومات قيمة ستساعدهم في تطوير أساليبهم كلا حسب تخصصه. المهرجان الوطني لفيلم الهواة في نسخته الثانية أبان بالملموس، بأن بالمغرب طاقات شابة واعدة تحتاج لمن يحتضنها ويساعدها على إبراز إبداعاتها الفنية وصقلها ،مما سيمكننا من تطوير القطاع الفني والوقوف جنبا إلى جنب مع الدول العربية الرائدة في هدا المجال. يوسف كرمي مدونة الفن السابع المغربي