أقدمت "اللجنة المنظمة للذكرى 91 لمعركة أنوال المجيدة"، وهي المشكّلة من فعاليات مدنيّة منتمية لمختلف المشارب، على تنظيم احتفاليّة بالموعد التاريخي المذكور وسط المعبر البري الرابط بين بني انصار ومدينة مليلية الرازحة تحت التواجد الإسباني. المبادرة المفعلة السبت، وهو أوّل أيّام شهر رمضان، عرفت فترة نهاريّة شاهدة لعرض مجموعة من الصور المنتميّة لفترة صمود المقاومة الريفية في وجه المدّ الكولونيالي الإسباني بشمال المغرب، زيادة على احتفالية ليليّة، بعد الإفطار، وشهدت عرضا سينمائيا لفيلم تسجيلي مرتبط بمعركة أنوال المجيدة. وقال المنظّمون، ضمن كلمة لهم بالموعد الذي اكتفى الأمنيون المغاربة والإسبان بمراقبته بدقّة عن بعد، إنّ إحياء الذكرى ال91 لكبريات معارك الأمير المجاهد محمّد بن عبد الكريم الخطّابي "أتي هذا العام وسط تطورات متسارعة يعرفها الريف على المستويات الحقوقية و الإجتماعية و السياسية وأدّت إلى ارتفاع في دينامية قمع الاحتجاجات الشعبية السلميّة..". كما انتقدت اللجنة ذاتها "هجمات الدولة الإسبانية التي تتمّ بمباركة من المغرب، آخرها زيارة وزير داخلية مدريد للريف، بمرافقة أمنية مغربية، من أجل تمجيد جنود الاستعمار الذين انهزموا في معركة أنوال مقابل شيطنة مقاومة الريفيين الذين دافعوا عن حريتهم و كرامتهم ضد محتل غاشم..". "نخلد هذه السنة ذكرى معركة أنوال بتزامن مع تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الذي اعتبر أن حل ملف حرب الغازات السامة التي استعملها المستعمر ضدّ الريف يجب حله في إطار مراعاة المصالح المتبادلة بين الدولتين المغربية و الاسبانية، ما يؤكد أن تاريخ و ذاكرة المقاومة الريفية تعتبر وسيلة لقضاء مآرب سياسية و اقتصادية بين البلدين، ولو على حساب كرامة و آلام أبناء الريف، و يعد كذلك تنصلا من تورط الدولة المغربية في ضرب الريف بالغازات السامة و مواجهة الريفيين.." يزيد ذات المنظّمين من قلب الاحتفالية المذكورة. وطالب ذات النشطاء ب "اعتذار رسميّ من إسبانيا وفرنسا عن حربهما الكولونيالية ضدّ منطقة الرّيف وما شهدته من استخدام لقنابل كيماويّة شحنت بغازات سامّة يحرّم استعمالها دوليا".. كما رفعوا مطالب إضافيّة ب "حبر الضرر الجماعي لساكنة الريف عبر خلق مؤسسات من طرف باريس ومدريد والرباط وبرلين ولندن للتكفّل بإرثهم التاريخي الجسيم الذي خلّفته حملتهم الخماسيّة ضدّ ساكنة المنطقة".