يخلد الشعب المغربي٬ وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير٬ يوم غد الخميس الذكرى 55 لإعطاء انطلاقة أشغال بناء "طريق الوحدة"٬ التي شكلت حدثا هاما غداة حصول المغرب على استقلاله٬ ومظهرا من مظاهر الجهاد الأكبر الذي أعلنه الملك محمد الخامس٬ طيب الله ثراه٬ عند عودته من المنفى. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير٬ في مقال بالمناسبة٬ أن هذا الحدث جسد مظهرا من مظاهر الالتحام الوثيق بين العرش والشعب٬ وورشا للعمل التطوعي على درب البناء والنماء غداة الاستقلال٬ وكانت إنجازا باهرا حطم الحدود المصطنعة وربط بين شمال الوطن و جنوبه. وأضافت المندوبية السامية أنه في يوم 15 يونيو 1957 وجه محمد الخامس، طيب الله ثراه، من مدينة مراكش نداء ساميا توجيهيا إلى الشباب المغربي لاستنهاض هممه من أجل التطوع في إنجاز مشروع وطني كبير يهدف إلى ربط شمال المملكة بجنوبها حيث قال جلالته "إن من بين المشاريع التي عزمنا على إنجازها لتدعيم التوحيد الحاصل بين منطقتي الوطن شماله وجنوبه٬ إنشاء طريق بين تاونات كتامة تخترق ما كان من قبل حدا فاصلا بين جزأي الوطن الموحد٬ وذلك ما حدا بنا إلى أن نطلق عليه اسم طريق الوحدة". وتجند لهذا المشروع 12 ألف شاب متطوع للعمل مدة الأشهر الثلاثة للمدة الصيفية٬ بنسبة أربعة آلاف شاب في كل شهر٬ ينتمون لكل أنحاء المملكة٬ ومثلت أوراش العمل مدارس للتكوين يتلقى فيها المتطوعون دروسا تربوية وتدريبات مدنية وعسكرية٬ تجعل منهم مواطنين صالحين لتحقيق مشاريع عمرانية في مراكز سكناهم٬ وذلك تنفيذا لفكرة التجنيد العام لبناء استقلال المغرب.