قال الناقد والمخرج المغربي الدكتور عز الدين الوافي، في تصريحات لهسبريس، تعليقا على صورة أثارت جدلا كبيرا للممثلة فاطيم العياشي وقد استلقت في مزبلة للتعبير عن رفضها لمفهوم الفن النظيف، إن البعض عندما يعبر عن رأي مخالف يحتاج إلى قليل من المَسرحة والإثارة. وتابع مخرج فيلم "طيارة الورق" بأن الممثلة الشابة فاطيم العياشي قنبلة قابلة للتفجير في أية لحظة؛ ليس فقط من خلال مواقفها ولكن أيضا عبر مشاركاتها وخرجاتها الإعلامية في قنوات تلفزية فرنسية تحديدا، ومن خلال مشاركات سينمائية تجمع بين عروض الأزياء والسينما. ويشرح الوافي بأن فاطيم شابة متفرنسة حتى النخاع، يصعب كبح جماحها لأنها ثائرة في نظر نفسها، ولديها من يساندونها من خلال رؤيتهم لوظيفة الفن وموقعه داخل نسيج القيم والثقافة المغربية بكل مكوناتها. وأردف الناقد بأن هذه الممثلة كشابة متحررة الجسد والفكر طبيعي أن تتجه نحو مثل هاته الممارسات، مشيرا إلى أنه يتوقع منها الأكثر لكونها عارضة أزياء تؤمن بفكرة الصدمة العاطفية وإثارة الإعجاب والنقاش حولها كجزء من سوق الجسد وثقافة الإشهار. واستنتج المتحدث بأنه من الصعب أن يتم التوافق على نفس المرامي، لأن لهذه الممثلة مسلمات ومنطلقات مغايرة لنواة وبنية الثقافة العربية الإسلامية، وبالتالي بالنسبة لها الخضوع لسلطة الحشومة أو العفة أو الأخلاق هو شيء من قبيل الهرطقة، ومن يخالفها الرأي هو عين الهرطقة. واستطرد الوافي بأن فاطيم تعيش فوران الشباب والبحث عن الشهرة، مبديا خشيته من أن يتحول أمثالها إلى مجرد دُمى في يد قوى عدمية تتشدق بقيم الديمقراطية والحرية للعبث بقيم قد نختلف حولها، وقد تظل في مجملها نسبية، مشددا على أنه لابد من بعض الاحترام المتبادل لثقافات الغير. وخلص الوافي إلى أن أفضل وسيلة هي الحوار حول مثل هذه القضايا، ورفض التطرف في المواقف بشتى أنواعه، وبالتالي إذا كان للفرد اختيارات ثقافية وسلوكيات أخرى يعتبرها من صميم حريته، فعلى الأقل يمكنه أن ينبه لها ولا يستفز بها الآخرين فقط من أجل الاستفزاز، كما يجب مراعاة السن والمهنة وحتى الانتماء"، وفق تعبير الناقد والمخرج المغربي.