بعد التمور السعودية، جاء دور المواد الغذائية التي أغدقتها جمعية خيرية تركية تدعى "حجر الصداقة"، قبل أيام قليلة، على سكان مخيمات تندوف.. قبل أن يتم استقبال الوفد التركي من طرف زعيم البوليساريو الانفصالية ومسؤولين آخرين من الجبهة. وتعهد أعضاء جمعية "حجر الصدقة" الخيرية القادمة من بلاد الأناضول بمواصلة مد يد العون للصحراويين في المخيمات، مؤكدين على أن هذه المساعدات "لها مغزى كبير يتمثل في كون الشعب التركي يقف إلى جانب الشعب الصحراوي" وفق ما جاءت به منابر إعلامية جزائرية وأخرى ناطقة بسان حال البوليساريو. وتعليقا على مبادرة الجمعية الخيرية التركيّة قال لهسبريس الدكتور إدريس بووانو، الخبير المغربي في الشأن التركي، إن هناك "جمعيات خيرية كثيرة في تركيا تقوم بمهمة الخدمات الإنسانية في كثير من البلدان بآسيا وإفريقيا"، مشيرا إلى أنه غالبا ما تكون هذه المؤسسات والجمعيات سباقة في الوصول للمناطق التي تعرف كوارث طبيعية من زلازل وفيضانات وحروب. وأوضح بووانو أنه لم يصل إلى علمه تعمّد مؤسسات خيرية تركية للوصول إلى مناطق متنازع عليها، لترجح كفة طرف دون آخر، أو لتلعب دورا سياسيا معينا لجهة محددة، مردفا أن الخبر إذا كان صحيحا فستكون "سابقة في عمل المنظمات الخيرية التركية". واستطرد الخبير المغربي في الشؤون التركية بأن هناك مساع من لدن جهات تنتمي إلى مجال المنظمات الإنسانية بالغرب وبالشرق، وحتى بتركيا، ل لعب دور ما في حلحلة موضوع الصحراء، والسعي نحو بلورة مقاربة أكثر قبولا من لدن كل الأطراف المتدخلة في القضية. واسترسل مؤلف كتاب "إسلاميو تركيا..العثمانيون الجدد"، في ذات التصريح لهسبريس، أن هناك منظمات خيرية أخرى "تتخذ الغطاء الإنساني لتمرير مواقف سياسية"، وأن كثيرا من هذه المنظمات "تتلقى أموالا ودعما سخيا للقيام بهذا الدور".. ولم يستبعد بووانو أن تستغل جهة ما هذه المنظمات الإنسانية، ومنها التركية حتى، لتحقيق أهداف سياسية معينة، خصوصا في هذه الظرفية "الدقيقة جدا" على حد تعبير الخبير المغربي في الشؤون التركية.