"...للصحيفة زبونين هما القارئ وصاحب الإشهار فكلاهما يشتري الصحيفة :القارئ بحثا عن المحتوى ،وصاحب الإشهار يشتري الفضاء الإشهاري ،فإن إرضاء هذين الطرفين يعتبر أساسيا ويهم الصحيفة كتحرير وإدارة معا .."محمد برادة رئيس مجلس إدارة سبريس "" في الصفحة 23 من كتابه "الصحافة المكتوبة بالمغرب "،التوزيع والانتشار ،الصادر سنة 2002،في ورق صقيل وطبعة أنيقة ،في 104 صفحة ،عن مطبعة دار النشر المغربية /الدارالبيضاء ،طرح مؤلف الكتاب محمد عبد الرحمن برادة(الصورة)،سؤالا جوهريا ،يشغل بال العديدين من رجالات الصحافة والإعلام ببلادنا ،وهو السؤال الإشكال :لماذا لا تعرف الصحف المغربية الانتشار المناسب ؟ا،الذي أجاب عنه المؤلف بلغة الأرقام و ومن خلال الإحصائيات ،وخلص إلى أن "التوزيع ليس سببا في أزمة الصحافة المغربية وأن المشكل الحقيقي يكمن في هيكلة المؤسسات الصحفية ذاتها نظرا لتواضع إمكاناتها المالية والمهنية .."،ليضيف في السياق ذاته ، في موضع آخر من الكتاب أن " الصحافة المغربية التي تواجه جيلا جديدا من القراء ،ومنافسة حادة من طرف الصحف المستوردة من مختلف أنحاء العالم ،تعاني من صعوبات كثيرة منها عدد الصفحات التي تصدر بها كل يوم ،والكميات المطبوعة ووسائل الطباعة،التي نعتقد أن الزمن تجاوز الكثير منها ،وكذلك العدد القليل من الصحفيين المحترفين العاملين في كل صحيفة ،وحجم التغطية الإخبارية للأنشطة الوطنية والمحلية ،والذي يظهر أنه أقل بكثير مما هو رائج في مختلف مناحي الحياة العامة في البلاد على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي ..". ناهيك على أن "أغلب الصحف التي تعرض في الأكشاك تصدر عن كيانات مؤسساتية أو شخصية ،ويفضي كل هذا إلى إختلالات متفاوتة الحدة بالنسبة لسوق الإعلام والصحف نفسها "ص34 وأن الحل الأنجع لهذه الوضعية ،حسب الكاتب ،هو "..إن الانتقال من زمن الصحيفة –النشرة ،وصحيفة الشخص الواحد ،إلى زمن المقاولة الصحفية هو في نظرنا الحل الأنجع لوضعية الصحافة المغربية ،إن المقاولة الصحفية الحديثة يجب أن تقوم حول ميزانية مدروسة ،واقعية ،وتسيير للإنتاج ،وأطر متخصصة في مجال الإدارة والتجارة والانتشار وحسب ما تفرضه دراسة السوق والجدوى الاقتصادية .." . لأن،كما جاء في الصفحة 97 من الكتاب "المقاولة الصحفية لا تخجل من كلمة الربح ،والتعامل مع متطلبات الزبناء المحتملين ،ونسجل ،دائما الكلام هنا ،لصاحب الكتاب ،"أن الزمن الذي كان فيه الصحفي يخجل من كلمة "الربح" قد ولى ،دون أن يعني ذلك التخلي عن المبادئ الأساسية لمهنة الصحافة كرسالة إنسانية وثقافية وحضارية ،ووسيلة سياسية للدفاع عن الرأي وحرية التعبير والالتزام بخدمة ما ينتظره من إعلام شامل يحقق له متعة الترفيه والتثقيف بالإضافة إلى الأخبار والتعليق والتحقق". هامش : الصحافة المكتوبة بالمغرب التوزيع والإنتشار الكاتب :محمد عبد الرحمن برادة من مواليد مدينة وجدة سنة 1941 حصل على شهادة الباكلوريا ثم دبلوم في اللغة العربية من المعهد العالي للدراسات عمل أستاذا بالسلك الثانوي ثم اتجه للميدان الصحافي حيث اكتسب خبرة طويلة استقاها من تمرسه وتجواله في دروب الصحافة متنقلا من إصدار الصحف وإدارتها وقاعات تحريرها ليستقر في مجال التوزيع ويجعل منه مهنة ورسالة وصناعة . فهرس الكتاب :مقدمة،لماذا لا تعرف الصحف المغربية الانتشار المناسب ،التوزيع وإيرادات الصحيفة،أعمدة وسائل الإعلام المكتوب ..في عصرنا ،التوزيع وشخصية الصحيفة،المنافسة الأجنبية ،جهاز التحقق من الانتشار؟،واقع وانطباعات. الكتاب جاء في 104 صفحة ،في ورق صقيل وطبعة أنيقة . علي مسعاد / الدار البيضاء