لست فقط محاسبا على ما تقول، انت أيضاً محاسب على ما لم تقل حين كان لا بد ان تقوله. مارتن لوثر كينگ سيشهد التاريخ أن مهرجان رعب بعاصمة المغرب, يديره الماجدي منير السكرتير, ينظم سنويا وتجيش له الدولة عن بكرة أبيها, شرطة و ووقاية مدنية ومستشفيات, وتبقى فيه أبواب الأحياء الجامعية مفتوحة استثناءا للفتيات, وتبث سهراته مباشرة على القنوات والاذاعات, باستثناء السادسة التي ربما كانت ستغير رأيها لو وصلتها المعلومات, أن المغني التائب فضل شاكر كان يدعو على بشار الأسد خلال احدى السهرات, وتردد وراءه الآلاف أمين أمين بالآهات. يجلب المهرجان أشباه الرجال والغانيات والديدجيات من الغرب, ليغدق عليهم بالعملة الصعبة من أموال الشعب, وإن قلت غير ذلك فجاهل ومغرد أنت خارج السرب, فتتحول العاصمة الرباط الى علبة ليلية عملاقة بسقف مكشوف, يبارز فيها الإله بالسيوف, طيلة سبعة ليال وثمانية ايام حسوما, في ظل صمت مريب للعلماء و سكوت مخجل للساسة الأولياء وتواطؤ بغيض للنبلاء وتجاهل النخبة والعقلاء. فما أن يسمع الرعايا الأوفياء النداء المقدس لأمير المؤمنين الذي يُنظم المهرجان تحت رئاسته الفعلية اليقين, إلا ويخرجون في مئة ألف أو يزيدون من كل فج عميق, سكارى مُقرقبين, شاهرين السكاكين مخربين ومعربدين, كأنهم تسعة رهط مفسدين غير مصلحين, فيزحف عشاق الكمنجة والجرة لمنصة النهضة وتلتف الساق بالساق لمنصة أبي رقراق في حين يفر الألبة وصحاب الشيكي الى منصة السويسي, التي أحيا فيها كلب الپيدبول ليلة بَهية, بحضور لافت للأمير مولاي الحسن سَليل الدوحة النبوية. لا تكاد تخلو سنة من فضيحة جديدة للمهرجان المثير للجدل, ففي الوقت الذي لازالت أشباح الأحد عشر مواطنا العزل, الذين لقو حتفهم في سهرة الستاتي تطارد منظمي المهرجان المدلل, تعرض هذا العام والي أمن الرباط مصطفى مفيد -كلا سلخة بالمفيد- للاعتداء من طرف يافعَين ثَملين من المنصة الشرفية غير بعيد, ولما أُلقي القبض عليهما جاءت تعليمات عليا بإطلاق سراحهما وعدم متابعتهما فبكى الوالي من الحكرة وطويت القضية بلا شوشرة. موازين ايقاعات الآلام من تنظيم مغرب السخافات ... أرقصي على جراحنا يا ماريا كاري, تهلوس علينا يا خالد, إنهش أموالنا يا پيدبول, إلسعي كرامتنا ياعقارب السكوربيونز ... و دُئي يا مازيكا !