اعتبرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أمس الأربعاء في مقال حول الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب وجهة "البوليساريو" التي اختتمت أول أمس الثلاثاء في مانهاست (ضاحية نيويورك) أن للجزائر من وراء قضية الصحراء أهداف تتمثل في تجزيء المغرب ومن ثم السعي الى تحقيق مطامحها في المنطقة. وأوضح كاتب المقال أن "الجزائر تصر على منح ساكنة المنطقة حق تقرير المصير"،معتبرا أن الأمر يتعلق في الواقع بمجرد مكيدة من تدبير الجزائر لتغليف مسعاها لتجزيء أحد أقرب الحلفاء الى الولاياتالمتحدة في العالم العربي ومن ثم تحقيق مطامحها بالمنطقة". "" وبعد أن أشار إلى أن القوانين والأعراف والممارسات الدولية تقر بمبدأ الحكم الذاتي كتعبير مشروع عن حق تقرير المصير،أوضح كاتب العمود بوب هالي،والذي يشغل أيضا منصب المدير التنفيذي للمركز المغربي الأمريكي للسياسة الكائن مقره بواشنطن،أنه لم يظهر أي تحسن في الافق بعد انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات،وحذر من الاستمرار في الطريق المسدود لهذا المشكل الذي عمر لثلاثة عقود". وشدد على أن استمرار هذه القضية لا يمس فقط الوحدة الترابية للمملكة،بل يعيق التعاون الجهوي البناء بين دول شمال افريقيا،حيث تستغل القاعدة هذا الوضع الموسوم أكثر فأكثر بعدم الاستقرار من أجل ضمان قواعد قتالية جديدة". وبعد أن أبرز ضرورة "مجهود جاد من طرف مجلس الأمن"،أشار كاتب العمود إلى أنه على الإدارة الأمريكية أن تتعامل بعزيمة من أجل النهوض بالمبادرة (أي الحكم الذاتي) التي ساندتها واعتبرتها بمثابة الحل الوحيد والمعقول". وشدد "هولي" على أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تبلغ الجزائر والبوليساريو،سواء بصورة علنية أو خاصة،أن الدعم الأمريكي لحل سياسي توافقي لمشكل الصحراء،هو قرار سياسي يدعمه الجمهوريون والديمقراطيون،وأنه قد حان الوقت لأن تتوجه المنطقة نحو مستقبل أساسه التوافق والتعاون بدل المواجهة والتهديد بالحرب". وبعد أن أشار إلى النداءات المتكررة لإدارة الرئيس بوش،وقبله الرئيس كلينتون،لتبني حل سياسي توافقي لقضية الصحراء ولدعم الحزبين الرئيسيين بالولاياتالمتحدة القوي و173 عضوا من الجمهوريين والديموقراطيين لمقترح الحكم الذاتي،وكذا المساندة التي عبر عنها نحو12 من المسؤولين والخبراء الأمريكيين السابقين في مجال الدفاع والدبلوماسية،دعا كاتب المقال واشنطن الى الإستفادة قدر الإمكان من هذا الدعم الكبير للحزبين الأمريكيين من خلال دعوة مجلس الأمن الدولي الى تبني مقاربة أكثر حزما ازاء المفاوضات". وذكر المقال بأن مقترح الحكم الذاتي الذي تم تقديمه في أبريل2007 اعتبرته واشنطن "جادا وذو مصداقية" مما حذا بها الى تشجيع الأطراف على "تبني المبادرة المغربية كأساس للتفاوض حول حل سياسي توافقي". وأشارت الصحيفة إلى أن مقترح الحكم الذاتي سيوفر الأساس لمنطقة قوية وهادئة،مبرزة أن الحاجز الوحيد الذي يعرقل إقامة السلام بهذه المنطقة هو غياب الإرادة لدى "البوليساريو" في التفاوض وتهديداته بالعودة الى المواجهة المسلحة.