الصورة: مدخل جامعة أنطا ديوب بدكار تعتبر جامعة الشيخ أنطا ديوب بالعاصمة السينغالية دكار من أعرق الجامعات الفرانكفونية على المستوى القاري حيث وضعها تصنيف شنغهاي العالمي قبل أربع سنوات في المرتبة الأولى فرنكفوافريقيا و13 إفريقيا بعد جامعات جنوب افريقيا وجامعتين مصريتين احداهما الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، في حين تباينت مراتب جامعاتنا المغربية حيث جامعة القاضي عياض بمراكش في المرتبة 16 و جامعة الأخوين بافران في المرتبة 22 في حين احتلت كلية الطب والصيدلة بالرباط المرتبة 70 افريقيا ورغم تراجع جامعة داكار في سلم ترتيب شنغهاي في السنتين الأخيرتين الا أنها ما زالت تتفوق على كل الجامعات المغربية. ويصل عدد الطلبة المغاربة المبتعثين بجامعة دكار الى ما يزيد عن 800 طالب مغربي معظمهم اختاروا الطب و الصيدلة في حين توزعت البقية على تخصصات متنوعة كالهندسة بمختلف شعبها وكذا الفلاحة و الصيد البحري ، و حسب احصائيات موقع ادارة تكوين الأطر فيعتبر الطلبة المبتعثين للسنغال أكبر بعثة طلابية مغربية " ممنوحة " بمعدل 100 طالب سنويا حيث تتكلف مراكز ارشاد الطالب بالمغرب بتلقي طلبات منح دراسية لعدة دول كالسنغال ، تونس ، سوريا ، الأردن ، مصر، قطر ، اليمن و الامارات العربية المتحدة بالاضافة الى دول أوربية وأخرى أسيوية. وتعرف منحة الدراسة في السنغال منافسة حادة حيث في غالب الأحيان يتم اختيار التلاميذ الحاصلين في امتحانات البكالوريا على ميزة حسن و حسن جدا و الذين لم يتوفقوا في اجتياز مباريات كليات طب المغرب بنجاح فالتجأوا إلى السنغال بحكم أن الدبلوم الممنوح من جامعة دكار معروف و معترف به عالميا . لكن هذه الفئة الطلابية التي فضلت الجنوب بمناخه الصعب و بنياته التحتية الهشة ومستواه المعيشي المكلف والمكلف جدا في حين الكل يختار الشمال، تعاني الاهمال من طرف الحكومة المغربية ممثلة بوزارة التعليم العالي ووزارة الخارجية ووزارة الجالية إذ وما أن تطأ رجل الطالب المغربي أرض السنغال الا و يصبح مكلفا بتدبير أموره لوحده فلا بعثة من السفارة تستقبلهم ولا هم يحزنون، اللهم بعض الطلبة القدامى الذين يتطوعون لسد فراغ لمسوه عندما كانوا مبتعثين جددا، و من مطار دكار تبدأ المغامرة الافريقية من أجل الضفر بدبلوم دكتوراه الطب أو الصيدلة، بكل ما تحمله كلمة مغامرة من معنى فلا دار طالب مخصصة لهم رغم كثرتهم و لا مركز ثقافي مغربي يجمعهم زد على هذا أن المنحة المقدمة لهم من طرف الدولة السنغالية لا تتجاوز قيمتها 600 درهم شهريا و هو مبلغ لا يكفي معيشة خمس أو ست أيام في بلد أثمنة سوقه ملتهبة، هذه القيمة التي تبقى هزيلة جدا اذا ما قورنت بقيمة منحة الطالب الموريتاني أو التونسي في السينغال والتي تفوق منحة الطالب المغربي أربع الى خمس أضعاف، أضف لهذا أن ثمن تذكرة الطائرة للخط الرابط بين البيضاء و داكارو المحتكر من طرف الخطوط المغربية يتراوح بين 7000 درهم و المليون سنتيم ويتعدى المليون سنتيم في بعض الأحيان. لهذه الأسباب وهذه الوضعية التي لا تليق بدكاترة ومهندسي مغرب الغد يطالب هؤلاء الطلبة من وزارة التعليم العالي في شخص وزيرها السيد لحسن الداودي أن تنشر لهم على موقعها من باب حرية الوصول الى المعلومة وثيقة شراكة تبادل الطلبة بين المغرب و السنغال حتى يعرفوا ما لهم و ما عليهم ، هذه الوثيقة التي لم يطلع عليها أي طالب مغربي منذ أن بدأ تبادل الطلبة بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي و أن يتم الرفع من قيمة المنحة حتى تليق بطالب يعيش وضعية فريدة في العالم أجمع ، أما مولاتي الخطوط المغربية والتي تحرمهم من رؤية والديهم و بلدهم الحبيب المغرب فنسأل وزير النقل و التجهيز السيد الرباح أن يجد لهم حلا لأنه ليس من المعقول بل لم يعد مقبولا أن نتعامل مع طلبتنا في الخارج كأيها الناس فيما يتعلق بواجب تذكرة الخطوط الجوية. *طالب في السنة الخامسة طب، جامعة داكار