مازال الطلبة المغاربة، الذين يتابعون دراساتهم الجامعية في السنغال، يعانون من سوء الأوضاع وتدهورها بسبب الوضع الأمني الذي تعرفه السنغال جراء معاودة عبد الله واد المشاركة في الانتخابات الرئاسية، الشيء الذي جعل العديد من الطلبة المغاربة يعودون إلى المغرب بعد انقطاع الدراسة وإغلاق المؤسسات الجامعية لأبوابها، ككلية دكار التي خاض أستاذتها إضرابات متواصلة تسببت في عدم تمكن الطلبة من اجتياز امتحاناتهم وسط أنباء تؤكد احتمال أن تكون هناك سنة بيضاء. هذا التخوف الذي يعيشه الطلبة وأولياء أمورهم الذين وجدوا في فرصة إتمام أبنائهم دراستهم في السنغال خطوة لتلبية رغباتهم في نيل شهادات معترف بها دوليا في مجالات الطب والصيدلة وغير ذلك من التخصصات التي تلقى إقبالا في هذا البلد الذي، تقول إحدى الطالبات، تربطه علاقات جيدة مع المغرب لكن للأسف لا يتم استثمارها، مشيرة إلى أن الطالب المغربي في السنغال يعاني من التمييز ومن عدم توفر شروط التكوين، خصوصا المشاكل المرتبطة بالنقل والسكن، زيادة، تضيف المتحدثة في زيارة إلى مقر «المساء»، إلى افتقاد الطلبة مركزا ثقافيا في ظل ما وصفته ب«صمت» السفارة على ما يجري من تطورات في هذا البلد. ومن أجل الدفاع عن مصالح أبنائها قامت أسر الطلبة المغاربة بالسنغال بتأسيس جمعية أطلقت عليها اسم «الجمعية الوطنية لآباء وأمهات وأولياء الطلبة المغاربة بالسنغال»، من خلال الجمع العام التأسيسي للجمعية الذي عقدته، مؤخرا، بحضور عدد مهم من الآباء الذين يتخوفون على مستقبل أبنائهم، بحيث أجمعوا على ضرورة توفير كافة الشروط لإنجاح الجمعية وفي هذا الصدد، قال نور الدين صدوقي بصفته رئيسا منتخبا للجمعية أن الهدف منها يتمثل أساسا في الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية للطلبة المغاربة في السنغال، والتي تتمثل في السكن والمنح والنقل مع محاولة الجمعية في بداية اشتغالها ربط الاتصالات مع جميع القطاعات المهتمة بشؤون الطلبة بالمغرب والسنغال عبر القنوات الرسمية وإجراء اتصالات مع القطاعات الحكومية لاعتماد اتفاقية التعاون المغربي السنغالي لحماية شؤون الطلبة، مشيرا إلى طرح مسألة إمكانية ولوج الجامعات والمعاهد العليا على غرار ما هو معمول به في إطار التعاون مع السنغال ودول أخرى، والمساعدة في حل جميع مشاكل الطلبة المغاربة بهذا البلد، الذي يضيف في تصريح ل«المساء» تعرف أوضاعه الأمنية انفلاتا خطيرا من شأنه أن يؤثر على مستقبل الطلبة الذين اختار آباؤهم رجوعهم إلى المغرب خوفا على حياتهم .