يعيش الطلبة المغاربة في كلية دكار في السنغال وضعا لا يحسدون عليه هذه الأيام، بعدما انقطعت الدراسة بسبب الإضرابات التي يخوضها الأساتذة وتدهور الوضع الأمني جراء الواقع السياسي القائم في هذا البلد، والمتمثل في مصادقة المحكمة الدستورية في السنغال على ترشح الرئيس الحالي عبد الله واد إلى الانتخابات المزمع إجراؤها في ال26 من الشهر الجاري، وهو الأمر الذي رفضته المعارضة وعبّرت عنه بخوضها احتجاجات ومظاهرات عنيفة عمّت أرجاء البلاد. وقد تسبب هذا الانفلات الأمني -حسب مجموعة من أولياء الطلبة المغاربة الذين يدرسون في السنغال- في تأزيم الوضع الدراسي لأبنائهم، خاصة على مستوى كلية الطب في دكار، التي يقولون إن الدراسة توقفت فيها تماما، وهناك أخبار تروج عن احتمال الإعلان عن سنة بيضاء. وقال طالب من هؤلاء، عاد إلى المغرب مؤخرا عقب الاضطرابات التي تشهدها السنغال، إن «حالة من التخوف تسود عند عموم الطلبة المغاربة، خصوصا بعدما انقطعت الدراسة تماما وعدم إجرائهم أيَّ امتحان، في ظل غياب أي تواصل مع سفارة المغرب في السنغال»، مؤكدا أن حال الطلبة في هذا البلد لا تتماشى والعلاقات الطيبة التي تجمعه مع المغرب، فهم كطلبة لا يتوفرون، حسب قوله، على دور للثقافة، علما أن أعدادهم تضاهي الألف، وأنه رغم اختيارهم عن طريق «الكوطا»، فإن الوزارة الوصية لا تخصُّهم بأي تتبع، على عكس باقي الجاليات المتواجدة في هذا البلد، والتي يقول الطالب نفسُه إتنها تحظى بالعناية والاهتمام من بلدانها، كلبنان وتونس ومصر. وزادت حدة حالة التخوف هذه ليس عند الطلبة المغاربة فحسب، بل لدى أوليائهم المتواجدين في المغرب، والذين يفكرون في تنظيم أنفسهم في جمعية تدافع عن حقوق أبنائهم، متسائلين عن مصيرهم الدراسي في حال كانت هناك سنة بيضاء، مطالبين بالاقتداء بتونس، التي عملت سفارتها على إخبار الطلبة التونسيين بالالتحاق بالكليات التونسية في حال كان هناك انقطاع عن الدراسة، فضلا، على أن الطالب بمجرد إتمامه عامين من الدراسة في كلية الطب في دكار -يضيف أحد أولياء الطلبة- بإمكانه الدخول إلى بلده وإتمام دراسته فيه، وهو الأمر الذي يؤكد المتحدث نفسُه أن الحكومة المغربية لم تطبقه يوما، «بل حتى الآن، لم تتدخل السفارة في الإعلان عن وضع المغاربة في هذا البلد، سواء كانوا طلبة أو تجارا». ويطالب أولياء الطلبة في دكار الحكومة الحالية باستثمار العلاقات الطيبة مع السنغال بإنشاء دور للطالب، معتبرين أن أبناءهم الطلبة يواجهون عدة مشاكل كي يتمكنوا من الحصول على السكن. وقد اتصلت «المساء» بوزارة الجالية المغربية المقيمة في الخارج، لكن مسؤولة في قسم الاستقبال أكدت أن «مسؤولي التواصل في اجتماع» وأنه لأخذ رأيهم من الضروري الانتظار ساعتين على أقل تقدير. من جهة ثانية، استنكر أولياء الطلبة غلاء تذكرة الطائرة التي تحددها شركة الخطوط الملكية المغربية، والتي يتراوح ثمنها ما بين 8000 و10000 درهم، معتبرين أن هذا الثمن لا يتلاءم مع إمكانيات الطبلة، مطالبين الشركة بخفض ثمن التذكرة، مراعاة لظروفهم المادية.