جاءت تعيينات الولاة والعمال التي تمّت يوم الجمعة 11 ماي الجاري، على خلاف توقعات "المنجّمين" بالأقاليم الجنوبية، حيث روّجت بعض الأوساط الإعلامية وغير الإعلامية أنباء مفادها أن تسعة ولاة وعمال يباشرون مهامهم بالجهات الجنوبية الثلاثة، هم من المغضوب عليهم، وأنه تقرّرت مغادرتهم لمواقعهم سواء عن طريق تنقيلهم إلى أقاليم وجهات أخرى، أو بإلحاقهم ب"كراج" وزارة الداخلية. واستنادا إلى ما جاء في اللائحة المعلن عنها يوم أمس، والتي تضم 10 ولاة و30 عاملا، فإنه لم يطرأ أي تغيير على صعيد الأقاليم الجنوبية باستثناء ولاية كلميموإقليمطانطان، حيث تمّت إحالة والي جهة كلميمالسمارة، عبد الله عميمي، على التقاعد، ليحل محلّه "عبد الفتاح لبجيوي"، بينما تم تنقيل عامل إقليمطانطان، أحمد مرغيش، إلى إقليمالراشيدية، ليحلّ محلّه "عز الدين هلول". ولم تتضّمن اللائحة المذكورة أي تغيير على مستوى الولاة والعمال الذين تردّد أنهم من المغضوب عليهم، ويتعلّق الأمر بحميد شبار والي جهة وادي الذهب لكويرة، وخليل الدخيل والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، وماماي باهي عامل إقليم سيدي إفني، وبراهيم أبو زيد عامل إقليم أسا الزاك، ومحمد سالم السبطي عامل إقليمالسمارة، وحميد شرعي العامل المكلف بالكتابة العامة بالعيون، وأبهاي الناجم عامل إقيم طرفاية. كما أن التعيينات الجديدة التي تمّت باقتراح من رئيس الحكومة فنّدت كل التوقعات التي ذهبت بعيدا بخصوص الأقاليم الجنوبية، حيث روّجت عدّة أوساط لتعيين محمد علي حبوها واليا على جهة وادي الذهب لكويرة، ومحمد عالي العظمي واليا على جهة كلميمالسمارة، واحجبوها الزبير عاملة بإقليمطانطان، واسماعيل أبو الحقوق عاملا بإقليم أسا الزاك، وجمال خلوق بإقليمالسمارة، وعبد الرحمان عدي بإقليم طاطا، وعبد الفتاح لبجيوي بإقليم طرفاية، ومباركة بوعيدة كعاملة مكلفة بمهمة بولاية جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، وفوزية أمنصار بإقليم سيدي إفني، وإلحاق ابراهيم أبو زيد، عامل أسا الزاك، بوزارة الداخلية. وبحسب متتبعين فإن تعيين الوالي السابق بجهة كلميمالسمارة، عبد الله عميمي، تزامن مع بروز ظاهرة الاحتجاجات التي انتشرت بعاصمة الجهة، وساهم في تأجيجها تدبير بطائق الإنعاش وإشكالية التشغيل وعدم الالتفات إلى المشاريع الكبرى التي من شانها امتصاص البطالة وتحقيق السلم الاجتماعي، مشروع الشاطئ الأبيض مثلا، إضافة إلى توتر العلاقة مع بعض المنتخبين مما ساهم في عدم حلحلة الوضعية للتقدم إلى الأمام. ويأمل متتبعون أن يكون الوالي الجديد لجهة كلميمالسمارة في مستوى التحديات التي تعرفها الجهة والإقليم الذي يحتاج إلى مزيد من تظافر الجهود لتثمين ما تحقّق على صعيد البنيات التحتية واستثمار ما تم إنجازه، وما هو في طور الإنجاز لتهيئ الأرضية الخصبة لتنمية العنصر البشري، التحدي الأكبر.