في عز موجة الحرارة التي تجتاح الرباط هذه الأيام، تتراكم "تلال" من القمامة بأبرز شوارع وأزقة العاصمة الإدارية للمملكة، وبالخصوص أحيائها الشعبية، حيث تتكدّس الأزبال على حافة الطريق، أمام المنازل، والمدارس، وحتى المستشفيات، التي لم يسلم محيطها من هذه الظاهرة التي تخدش وجه عاصمة المملكة. "هسبريس" جالت في أبرز أحياء العاصمة الرباط، ونقلت صورة قاتمة عن أسبوع للمدينة بدون عمال النظافة. إضراب عمال النظافة يغرق المدينة في الأزبال تعاني مدينة الرباط منذ أسبوع من تراكم مهول للقمامة، نتيجة للإضراب التي يخوضه عمال النظافة احتجاجا على إخلال شركة التدبير المفوض بعدد من بنود العقد المرتبطة بالتعويضات. وفي هذا السياق نظم عمال النظافة لشركة "تيكميد" المكلفة بجمع النفايات يوم الأربعاء الماضي وقفة احتجاجية أمام مبنى البلدية، تزامنا مع انعقاد أشغال الجلسة الثالثة للدورة العادية لشهر أبريل للمجلس الجماعي لمدينة الرباط٬ طالبوا من خلالها بتنفيذ الاتفاق الموقع بين مصالح الولاية والنقابة والمجلس الجماعي٬ والقاضي بمنحهم منحة بقيمة 500 درهم ومنحة عيد الأضحى بقيمة ألف درهم كما جاء في العقد الذي أبرم في يناير الماضي والقاضي بأن تلتزم معهم الشركة في شهر أبريل المنصرم، إضافة إلى التعويض عن أضرار الأزبال، والحليب، والنقل. "الحرارة والأزبال واش نموتو" في جولة قصيرة قامت بها "هسبريس" بثلاثة شوارع بالعاصمة الرباط، باليوسفية، ويعقوب المنصور، اعتبر العديد من السكان أن الأزبال المتراكمة في الشوارع، وما تخلفه من روائح كريهة، أمر غير مقبول ويهدد صحة الأطفال، وفي هذا الصدد يقول سعيد وهو موظف بوزارة العدل، أن مجلس المدينة "يجب أن يتحمل مسؤوليته الكاملة في ما وصلت إليه إشكالية النظافة في العاصمة، وإن كانت هناك مشاكل بين المجلس والشركة المفوضة فلا يمكننا أن ندفع الثمن نحن وأطفالنا" على حد تعبيره. "الحرارة والأزبال واش بغاونا نموتو"، هذا عبّر الموظف الجماعي يوف بنرفزة كبيرة، بمجرد سؤاله عن وضعية الأزبال المتراكمة قرب بيته، مضيفا أنه لا " يمكننا أن نغلق نوافذنا 24 ساعة، لأن الحرارة مرتفعة"..إلا فتحتي النوافذ راك غادي تموت بالريحة". جمالية المدينة في خبر كان بدورها اعتبرت إلهام وهي طالبة في كلية الآداب، أن ما تعرفه المدينة من تراكم للأزبال هو انتقاص من ساكنتها، ومسؤوليها، وأردفت قائلة "لا يعقل أن تصل الرباط إلى هذا المستوى...إلى جا البراني غادي يقول الرباطيين موسخين.." مشددة أنه "لا يمكن لمدينة جميلة كالرباط أن تستمر في هذه الوضعية وإلا فإن جمالها سيصبح في خبر كان.." البلدية ستتدارس الوضع من جهته أعرب رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط ٬ فتح الله ولعلو٬ عن قلقه من الوضعية المتردية التي أصبح يعرفها قطاع النظافة بالمدينة٬ مؤكدا على ضرورة إيجاد بديل استراتيجي لحل كل هذه المشاكل المرتبطة بالقطاع. وأوضح ولعلو أن حل هذه الإشكالية ينبغي أن يتم على المدى القصير٬ وذلك بمواجهة الوضع وإيجاد حلول لهذه المشاكل٬ وهو الأمر الذي تقوم به مصالح الولاية التي تتابع التفاوض بين الشركة المكلفة بتدبير النفايات والنقابة٬ وعلى المدى المتوسط والبعيد ٬ باعتماد حل بنيوي في تدبير هذا المرفق خصوصا وأن التعاقد الحالي أصبح متجاوزا قانونيا وفنيا. وفي انتظار إيجاد حلّ لمشكل تدبير إشكالية النظافة في الرباط، تظل عاصمة المملكة تُصبح وتمسي على "تلال" القمامة التي تكدست في شوارعها وأزقتها، ويستمر الرباطيون مع اقتراب حلول الصيف في دفع "ضريبة" عجز مجلس المدينة وإضراب عمّال الشركة المفوضة بتدبير قطاع النظافة في العاصمة.