رصدت الصحف الجزائرية، أهم أطوار الانتخابات التشريعية التي عززت هيمنة حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، والذي حصل على 220 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 468 مقعدا بعد أن تم تقديم النتائج الأولية لهذه الانتخابات من طرف وزارة الداخلية زوال اليوم 11 ماي. وكشفت العديد من الصحف على مختلف توجهاتها عن التجاوزات التي رافقت عملية الاقتراع في العديد من الولايات، حيث بيّنت تقارير المراسلين أن العديد من الشوائب رافقت اقتراع ال 10 ماي 2012. وأكدت جريدة "الخبر" الجزائرية في تقرير لمراسلها إلى "أن القَسَم قبل التصويت على أحزاب معينة مقابل المال" كان شعارا مرفوعا وواقعا معاشا خلال هذه الانتخابات. وبيّنت الجريدة إلى أن ممثلي العديد من الأحزاب السياسية قاموا بإخضاع ناخبين من كبار السن للقسم على المصاحف قصد التصويت على أحزابهم، مقابل مبالغ مالية تجاوزت 2000 دج. كما تم رصد حالة من الفوضى بمركز الاقتراع موسى تواتي في باب الوادي بالعاصمة، بسبب تسجيل تجاوزات من طرف مراقبي الأحزاب وبعض المؤطرين، الذين كانوا يستقبلون المواطنين عند مدخل المركز، وحثهم على التصويت لأحزاب معينة مقابل إغراءات مالية، الأمر الذي لم تتقبله عضوة في اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التي دخلت في مناوشات كلامية مع ممثل أحد الأحزاب. أما في تيبازة، فقد رصدت الجريدة عملية التصويت اختلالات ببعض البلديات، خاصة الغربية منها، بسبب عدم وجود أوراق التصويت الخاصة ببعض الأحزاب السياسية. وببلديات بن شكاو وسيدي زهار والعمارية، فقد أكد مراسل جريدة "الخبر" أن أعضاء اللجنة البلدية لمراقبة الانتخابات لم يباشروا عملهم إلا في الساعة العاشرة، بسبب انعدام وسائل النقل. أما في العمارية فقد وجد العديد من الناخبين أن أرقامهم لا تتماشى مع المراكز المسجلين فيها، ما خلق حالة من الفوضى. في حين كشف ممثل تكتل الجزائر الخضراء عن وجود عدة أشخاص متوفين من مواليد سنة 1900 مسجلين ضمن الهيئة الانتخابية ببلديتي الأغواط والخنق دون شطبهم من القوائم. في السياق ذاته، رصدت جريدة "الفجر" الجزائرية، انقطاع لشبكة الانترنت ليلة التصويت على مستوى العاصمة وعدد من الولايات والمناطق الوسطى. جريدة "الشروق" الأكثر انتشارا كتبت عن تقرير أسود أعدته اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، عن التجاوزات التي حصلت خلال سير عملية الاقتراع. وكشف رئيس اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات، محمد صديقي، للجريدة الجزائرية عن تسجيل عدة تجاوزات منذ بداية عملية الاقتراع في عدة ولايات من الوطن، وأكد أن لجنته أخطرت اللجنة القضائية بهذه الخروقات كتابيا، وستعد تقريرا مفصلا في ذلك. وأشار المتحدث نفسه إلى بعض التجاوزات التي حدثت ورصدتها لجنته، حيث أكد أن أهمها ملء الأظرفة بأوراق تصويت خاصة بأحزاب الآفلان والأرندي، وبعض القوائم الحرة في كل من الجزائر العاصمة، المسيلة وتلمسان، وتوزيعها على المواطنين أمام مكاتب التصويت. وسجلت اللجنة الوطنية تحرير وكالات بالجملة لصالح قوائم معينة، وصلت حد ألف وكالة لصالح قائمة حرة ببلدية توات الكبرى في ولاية أدرار. وكشف محمد صديقي إلى أن اللجنة توصلت بمعطيات عن وجود تعليمات شفوية موجهة لأفراد الجيش بالانتخاب لصالح قوائم "الآفلان"، وعرقلة عمل المراقبين الدوليين خاصة مراقبي بعثة الاتحاد الأوروبي.