أفصح الشيخ عمر الحدوشي الذي خرج قبل أشهر من السجن بعفو ملكي في ندوة حملت عنوان "السجن .. وتجربتي مع القرآن"، عن ما تعرض له داخل أسوار السجن من تعذيب جسدي ونفسي وصفه بالرهيب. وقال الحدوشي إن سجانيه طبعوا على جسده وأجساد السجناء الآخرين أنواعا من العذاب لا تُنسى بمرور الزمن، مؤكدا أنهم كانوا يتلاعبون بنفسية السجناء عبر معاملة أقلُ ما يُقال عنها أنها قمة في الوقاحة حسب تعبيره كمنحهم طعاما مليئا بالصراصير والديدان وأرجل الفئران، وتعليقهم عُراة لأيام ومنعهم من الكلام، مطالبا وهو يسرد ألوان التعذيب الذي تعرض له بسجْن حفيظ بنهاشم مدير السجون "عوض جعله مسؤولا عن السجون المغربية". وأشار الحدوشي في الندوة المذكورة التي نظمتها منظمة التجديد الطلابي بتطوان أول أمس الاثنين، إلى أن السجناء الإسلاميين في السنوات الأخيرة رغم كل المضايقات التي تعرضوا لها كانوا يعيشون مع القرآن حياة طيبة، "بل وكانوا يقرؤون القرآن ويرفعون الآذان والأناشيد كأنهم في المسجد الحرام"، وأن هناك من المعتقلين الإسلاميين من حفظ القرآن في 4 أشهر وفي 9 أشهر . وحكى الشيخ حسن الكتاني الذي شارك بدوره في ندوة منظمة التجديد الطلابي المشار إليها، عن قصص "عجيبة" وقعت أثناء تواجده في السجن ووصفها بأنها "كرامات"، ومنها حسب الكتاني أن حارسا دخل على أحد السجناء الإسلاميين فوجده نائماً وقد فُكّ قيده فصرخ فيه الحارس مستغربا عن من فك قيده، فقال له السجين يضيف الكتاني بأن الصحابي أبو عبيدة بن الجراح هو الذي فك قيده، فظن الحارس أن السجين يستهزئ به فقيَّد يديه من جديد، إلا أن القيد كان ينزلق لوحده من يدي السجين الذي حاول أن لا يسقط منه القيد مخافة أن يعذبه الحارس. المفضل الماكوتي المعتقل السابق في سجن تازمامارت بتهمة المشاركة في محاولة الإنقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني وصاحب كتاب "ويعلوا صوت الآذان من جحيم تازمامارت " روى في ندوة "السجن .. وتجربتي مع القرآن"، عن الظروف التي عاشها طيلة 19 عاماً في سجن تازمامارت "الرهيب"، مبرزا أن متنفسه الوحيد كان هو القرآن الكريم الذي حفظه داخل أسوار السجن في مدة عام وأشهر، وعرض الماكوتي مشاهد وُصفت بالبشعة عاشها في تازمامارت " لايُمكن وصفها إلا بمعايشتها" حسب قوله.