انتقدت صحف جزائرية ٬ صادرة الإثنين 7 ماي الجاري ٬ الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في عاشر ماي الجاري في الجزائر ٬ واصفة إياها ب" الباهتة " و"الباردة" . وكتبت صحيفة (الخبر) في هذا الصدد أن مراقبين "أجمعوا" على وصف الأسابيع الثلاثة التي خصصت للحملة الانتخابية ٬ التي انتهت أمس الأحد ٬ ب "الباهتة "٬ وذلك بالنظر إلى "عدم تمكنها من جذب اهتمام غالبية الجزائريين". وأضافت أن مظاهر ''لامبالاة الشارع بالحملة الانتخابية انعكست على تنقلات مرشحين أو زعماء سياسيين ما بين الولايات ٬ ولم تسلم ملصقة واحدة من أياد +خفية+ تشتغل على تمزيقها ٬ وألغيت تجمعات كثيرة بعد رفض سكان دخول زعماء أحزاب سياسية أحياءهم٬ ورشق بعضهم٬ وآخرون تعرضوا للضرب أو الطعن٬ في مظاهر غير مسبوقة". وتحت عنوان " الأحزاب السياسية تنهي حملتها الدعائية دون أن تقنع الجزائريين" ٬ ذكرت صحيفة (البلاد) أنه " يبدو من خلال قراءة المشهد الانتخابي ٬ بعد 21 يوما من عمر الحملة الدعائية التي قامت بها مختلف التشكيلات السياسية (...) أن الأسابيع الأخيرة لم تحمل أي جديد يمكن أن يبدد المخاوف التي لازمت التكهن بمصير هذه التشريعيات ". وتابعت أنه " ظهر جليا لأغلب المراقبين ٬ أن الحملة الانتخابية في أسبوعها الأول كانت في منتهى البرودة ٬ ولم تغير من اهتمام المواطنين على الإطلاق (...) وكان الأمل قائما في أن يتطور الاهتمام العام بمجريات الاستحقاق البرلماني فيما تبقى من آجاله القانونية ٬ بيد أن نهاية الحملة الانتخابية٬ كشفت أن منحنى التفاعل الشعبي بقي على حاله ". وسجلت الصحيفة أن " الوتيرة الدعائية نفسها لم ترتفع إلى المستوى الذي يمكنها من لفت انتباه الناخبين ٬ لأنها لم تعدل من أساليبها ٬ ولم تمنح خطابها نفسا جديدا يمكن أن يستقطب العازفين حتى الآن عن الانخراط في مجرى الحدث الانتخابي ". وأشارت إلى أن " الأحزاب ٬ وفق تحليل المراقبين للانتخابات المقبلة٬ لم تنجح في إثارة حس المواطن تجاه الموعد التشريعي المرتقب٬ لأنها لم تتمكن من إقناعه بجدوى طروحاتها ونجاعة أفكارها العملية لحلحلة الواقع المتراكم على أكثر من صعيد ". أما صحيفة (وقت الجزائر) فاعتبرت أن الشعب الجزائري " ليس بحاجة لمن يقول له صوت كما أنه ليس بحاجة لمن يقول يجب أن تقاطع ٬ فما يراه وما يعيشه هو الذي يملي عليه قراره ". ومن جهتها سجلت صحيفة (ميدي ليبر) أن " الحملة الانتخابية انتهت ٬ ولا يمكننا بالتالي أن نقول أنها أثارت حماسا كبيرا لدى المواطنين "٬ فيما كتبت صحيفة (لوسوار دالجيري) أنه " أمام ضعف الحملة يبقى الشيء الوحيد الذي نجهله هو نسبة المشاركة وليس نوعية المجلس المقبل ". وأشارت صحيفة (لوكوتديان دورون) من جانبها إلى أن "الحملة الانتخابية انتهت كما بدأت ٬ أي في ظل لامبالاة المواطنين " . وفي سياق متصل قال الباحث الجزائري في علم السياسة مخلوف ساحل أن أحزابا سياسية مشاركة في الإنتخابات التشريعية لعاشر ماي الجاري بالجزائر وقعت ٬ خلال الحملة الانتخابية التي انتهت منتصف ليلة أمس الأحد ٬ في " فخ الوعود الشعبوية ". وأوضح مخلوف ٬ في حديث نشرته صحيفة (الوطن) اليوم الإثنين٬ أن " أحزابا سياسية اعتمدت خطابا متشابها إلى حد كبير ووقعت في فخ الوعود الشعبوية رغم الأهمية القصوى لهذا الموعد الانتخابي ٬ باستثناء بعض الأحزاب التي بلورت خطابا واقعيا يتماشى مع طبيعة الإقتراع الذي يهم المجلس الشعبي الوطني" (الغرفة السفلى للبرلمان) . وأكد مخلوف على أن " الأحزاب السياسية مدعوة لفهم أن لها دورا هاما ينبغي أن تضطلع به في بناء ديمقراطية وظيفية في الجزائر ٬ وبالتالي عليها الارتكاز على برنامج ومشروع مجتمعي محدد بوضوح ". وسجل الباحث الجزائري أن أحزابا سياسية قدمت خلال الحملة الانتخابية وعودا " ليست من صلاحيات المجلس الشعبي الوطني ". وقال إن هذا " نابع (....) إما من غياب المهنية السياسية أو الإفتقار إلى بعد نظر ٬ أو ربما نابع من الجهل بالصلاحيات التي منحها الدستور للنائب البرلماني".