من المنتظر أن يستأنف كل من المغرب وجبهة البوليساريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء وتدعمها الجزائر، المفاوضات في نسختها الرابعة حول ملف الصحراء، الأحد المقبل، في مانهاسيت قرب نيويوركبالولاياتالمتحدة الأميركية. "" ولا ينتظر المراقبون أن تحقق هذه الجولة أي تقدم أو تقرب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة، ما يجلعها رابع فرصة تضيع عن الجانبيين للخروج بحل لهذا النزاع، الذي تسبب في توتر العلاقات بين المتنافسين الإقليميين المغرب والجزائر، ما أدى إلى تراجع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين الواقعتين في شمال افريقيا مما عرقل تنميتها. غير أن هذا النسخة الرابعة تتسم بطابع خاص، إذ فيما كانت تهديد البوليساريو بالعودة إلى العمل المسلح تغطي على سماء المحادثات، وهو ما أثار غضب المغرب، تدخل لعبة شد الحبل هذا المرة منعطفا جديدا بعد أن أشار زعيم الجبهة محمد عبد العزيز إلى أن الرباط بدأت حملة تسلح في تحرك مثير للقلق قد يضر المحادثات التي تدعمها الأممالمتحدة. ولم يصدر على الفور تعليق من المغرب على تصريحات عبد العزيز المدعوم من الجزائر، غير أن مراقبين يتوقعون أن لن تزيد مثل هذه التصريحات سوى تعقيد مسار المفاوضات التي ما زالت عجلتها عالقة في رمال الصحراء، دون أن تتحرك ولو لخطوة واحدة.وليست هذه التصريحات سوى حلقة في مسلسل طويلا من الحرب الإعلامية بين الطرفين، إذ قبل أسبوع فقط من انطلاق المحادثات وجه زعيم البوليساريو رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون، انتقد فيها ما وصفه "الافلات من العقاب، الذي تتمتع به الأجهزة القمعية المغربية في الصحراء، بعد الإفراج عن شرطيين أتهما بقتل صحراوي في تشرين الأول (اكتوبر) 2005 خلال تظاهرة". وجاءت هذه الرسالة بعد تحذير شديد اللهجة وجه المغرب إلى الجبهة، بخصوص اعتزامها إقامة بنى تحتية في المنطقة العازلة في تيفاريتي بالصحراء، مؤكدا استعداده للدفاع عن أمنه الوطني بكل الوسائل.وقال بيان الخارجية إن المملكة سبق أن نددت رسميا وعلانية بهذه النوايا في حينه، وإنها لن يقبل بأي حال من الأحوال المساس بالوضع القائم أو القبول بفرض الأمر الواقع بهذه المنطقة التي ظلت منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار عام 1991 خالية من أي وجود بشري أو بنيات تحتية. ويرى مراقبون أن كل هذه الأحداث تؤشر على تباعد المواقف المواقف والرؤى بين الطرفين، ما قد يعجل بوصول المفاوضات إلى باب مسدود قبل تسجيلها أي بداية فعلية.ويعيش عشرات آلاف من الصحراويين الذين شردهم الصراع منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي في مخيمات في عمق الصحراء الجزائرية ويحيون على المساعدات. ودعت الحكومة المغربية الجزائر إلى الانخراط الإيجابي في الجولة الرابعة. وقال رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أمام مجلس الوزراء أنه يدعو الأطراف المعنية، خصوصاً "الجزائر الشقيقة"، إلى الانخراط في جوهر المفاوضات حول صيغة الحكم الذاتي "باعتباره حلاً سياسياً واقعياً ويستجيب لتطلعات الشعوب المغاربية في بناء الاتحاد المغاربي على أسس صلبة ومتينة"، مؤكداً أن المغرب شارك في جولات المفاوضات السابقة "بروح الثقة والأمل وحسن النية". وأوضح الفاسي أنه أبلغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رغبة بلاده وعزمها على المضي قدماً في طريق المفاوضات الجادة.وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحده بيتر فالسوم، صرح بالجزائر، خلال قيامه بزيارة للمنطقة، أنه على ضوء المواقف المعلنة من طرف قيادة البوليساريو سيكون من المستبعد أن تشهد الجولة الرابعة تقدما جوهريا نحو جوهر النزاع.وتميزت زيارة فالسوم إلى الجزائر بحملة إعلامية أبرزت مواقف جبهة البوليساريو المتجهة نحو التصعيد.دعت الولاياتالمتحدة جبهة البوليساريو إلى الانخراط في المفاوضات مع المغرب في جولتها الرابعة على أساس اقتراح الحكم الذاتي.