شهدت مختلف محافظات مصر خروج مظاهرات صاخبة بعد صلاة الجمعة للاحتجاج على أسلوب تعاطي أجهزة الأمن مع المتظاهرين وسقوط ضحايا خلال المظاهرات والتي كان آخرها مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات بحسب إحصائيات رسمية بالقرب من مبنى وزارة الدفاع أول أمس الأربعاء. واستعادت ميادين مصر أجواء ثورة 25 يناير من سنة 2011 في مظاهرات دعت إليها قوى سياسية اختلفت مشاربها وتعددت تسميتها للمليونية ما بين "جمعة الزحف" و "جمعة تقرير المصير" و "جمعة حقن دماء المصريين" و "جمعة النهاية" إلا أنها توحدت من حيث المطالب والتي من أبرزها رحيل الجيش وتسليم السلطة لهيئة مدنية ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الأحداث التي شهدتها البلاد ووضع دستور في أقرب الآجال. وزادت أحداث العباسية من حدة التوتر بين المؤسسة العسكرية والقوى السياسية والثورية التي تحمل المجلس العسكري المسؤولية عما تشهده البلاد من أحداث ومحاولة استغلالها لتمديد الفترة الانتقالية وتأجيل الانتخابات الرئاسية٬ حيث جدد رئيس مجلس الشعب دعوته للمجلس العسكري لإقالة الحكومة الحالية التي يترأسها كمال الجنزوري والتي قال إنها اخفقت في معالجة والتعامل مع الازمة التي تعيشها البلاد. ولم تفلح تعهدات المجلس العسكري المتكررة بتسليم السلطة في أجل أقصاه 30 يونيو وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والوقوف على نفس المسافة من كل المرشحين٬ في طمأنة القوى السياسية والثورية والمرشحين للرئاسة الذين عبروا عن قلقهم من الغموض الذي يكتنف المشهد السياسي بالبلاد أسابيع قليلة من إجراء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة حيث لم يتم بعد التوافق على اللجنة التأسيسية لوضع الدستور كما أن اللائحة النهائية للمرشحين للرئاسة تبقى رهينة بقرارات قضائية قد تعيد السابق لنقطة الصفر. وفيما تحركت مسيرات من ميدان التحرير وسط القاهرة صوب مبنى وزارة الدفاع مما تسبب في حدوث اشتباكات واحتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن ٬ حذر المجلس العسكري من تداعيات أية محاولة لاقتحام المبنى أو الاقتراب منه متهما أطرافا بالسعي لإحداث وقيعة بين الشعب والجيش والزج بالبلاد في حالة من الفوضى. وذكرت مصادر إعلامية أن قوات الجيش أطلقت بكثافة قنابل مسيلة للدموع لإجبار المتظاهرين على التراجع نحو ميدان التحرير خاصة بعد أن اجتاز بعضهم الأسلاك الشائكة التي وضعت للفصل بين قوات الأمن والجيش وبين المحتجين. وأعلنت وزارة الصحة أن الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين وقوات الأمن خلفت حتى الآن إصابة 8 أشخاص بجروح نتيجة التراشق بالحجارة وانه تم تحويل مختلف المصابين للمستشفيات لتلقي العلاج فيما تم الدفع بمزيد من سيارات الإسعاف والأطقم الطبية للمنطقة تحسبا لسقوط ضحايا او مصابين مع تزايد اعداد الوافدين على محيط مبنى وزارة الدفاع.