انتقد مغنو الراب "رابورات" مغاربة وناشطون على الانترنت، في تصريحات لهسبريس، مقاطع الفيديو التي بثها أخيرا مغني الراب يونس حودر، المعروف باسم "الشحط مان"، والتي تتضمن مشاهد لرقصات ماجنة ذات إيحاءات جنسية فاضحة، من خلال تركيز فتيات قاصرات على الرقص بمؤخراتهن وإبراز بطونهن العارية أمام كاميرا الشحط مان. وترقص الفتيات كل واحدة على حدة لمدة دقيقة ونصف تقريبا، من أجل التباري للفوز في مسابقة أطلقها مغني الراب المذكور قبل فترة قصيرة تحت اسم "هاكي الميكرو"، وجائزتها مبلغ مالي قدره خمسة آلاف درهم، بالإضافة إلى مشاركتها كراقصة في كليب غنائي جديد يستعد "الشحط مان" لإطلاقه قريبا. وتُظهر مقاطع الفيديو المبثوثة على موقع يوتوب تنافسا شديدا بين الفتيات، اللائي يبدو على أغلبهن بأنهن دون الثامنة عشر عاما، في هز الأرداف وتحريكها بطريقة تخل بالحياء والحشمة، وبوجوه مكشوفة لا يرف لها جفن، أملا في الحصول على جائزة الشحط مان بالظهور رفقته في إحدى أغانيه القادمة. هستيريا الشهرة وقال الشيخ سار، مغني الراب المعروف بلقب مغني رئيس الحكومة، إن "الشاحت مان" أصيب بهستيريا الشهرة والمال، وأصبح من مغنيي الراب المثيرين للجدل في البلاد، فهو يرغب أساسا في أن يكون اسمه على كل لسان. وأردف الشيخ سار في تصريحات لهسبريس بأن هذا المغني يشوه صورة الراب المغربي التي "نحاول نحن بشتى الوسائل تحسينها"، مشيرا إلى أن "الشاحت مان" سينتهي به المطاف إلى مزبلة تاريخ الراب في المغرب، لأن الجمهور تعرف أخيرا على الراب الهادف ولن يهتم بأمر مثل هذا الشخص الذي يدفع المال للعاهرات لتصوير مقاطع فيديو يرقصن فيه". ويشرح الشيخ سار بالقول إن المسابقة "مخدومة"، باعتبار أنه دفع مسبقا أكثر من 5000 درهم لهؤلاء الفتيات لمجرد التصوير معهن، لافتا إلى أنه يصرف كل هذه الأموال من الجمعية التي يترأسها. واسترسل المتحدث بأن الذي يبرر طرح عدة تساؤلات حول تمويل "الشاحت مان" بأنه أكثر مغني راب في المغرب للفيديو كليبات التي تجاوزت العشرين، معربا في الأخير عن دعوته له بالهداية عوض الإصرار على بث مقاطع وأغاني "البذاءة" التي ينشرها. ذهبت الأخلاق؟ ومن جهته، قال "مؤنس فري"، أحد مغنيي الراب الهواة بالرباط، إن ما أقدم عليه مغني الراب "الشحط مان" (الصورة) أمر لا يقبله كل ذي مروءة واحترام، لعدة أسباب منها أن الأمر يبدو كأنه استغلال لفتيات منهن قاصرات لتقديم رقصات خادشة للحياء بهدف المال وتسليط الأضواء عليهن، وأيضا بسبب المس بأخلاق المغاربة الذين عُرف عنهم الحفاظ على التقاليد والحشمة والوقار. وأردف مغني الراب لهسبريس بأن الشحط مان يبحث عن الشهرة لنفسه لا غير، لأنه كان بإمكانه أن ينظم مسابقة كما يحلو له داخل منزله أو في الاستوديو الذي يسجل فيه، ثم يختار الراقصة الفائزة للظهور معه في أغنيته، لكنه أبى إلا أن يوثق تلك الرقصات الماجنة ببثها في موقع إلكتروني عالمي يشاهده الآلاف والملايين من الناس. وهاجم معلقون على موقع يوتوب، الذي بث فيديوهات الرقص الساخنة، مغني الراب الشحط مان باتهامه بقلة الأدب وضعف المروءة وانعدام الأخلاق، وانهال عليه البعض بالشتائم التي لا تليق، فيما اكتفى آخرون بالاستشهاد بالبيت الشعري: "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". وانتقد ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هذا المغني المثير للجدل بأغانيه الأخيرة، حيث قال البعض إن الملابس العارية والرقص الفاضح لا يصنعان أبدا فنا محترما، ولا يفضيان البتة إلى أداء أغنية راب جيدة يمكن أن يستمع إليها الجميع دون خجل ولا وجل.