أجمع متدخلون في يوم دراسي نظم٬ الأربعاء 25 أبريل الجاري بالرباط في موضوع "حصيلة المئة يوم من الأداء الحكومي"٬ على أن مئة يوم غير كافية لتقييم أداء الحكومية الحالية٬ باعتبار أنه لا يمكن خلال هذه المدة تكوين نظرة تقييمية لتنزيل برامج الحكومة على أرض الواقع. وأبرز هؤلاء المتدخلون٬ في الجلسة التي خصصت لتقديم "وجهات نظر الأغلبية من حصيلة 100 يوم من الأداء الحكومي"٬ ضمن اليوم الدراسي الذي تنظمه الجمعية المغربية للعلوم السياسية بتعاون مع كلية الحقوق بالرباط -أكدال٬ أن هذا التقليد لا يمكنه أن يشكل معيارا لتكوين نظرة موضوعية عن أداء الحكومة وتوجهاتها٬ خاصة مع الظرفية الاقتصادية الصعبة والآمال المعقودة عليها. وفي هذا الصدد٬ قال محمد أوزين وزير الشباب والرياضة إن التقليد المعمول به الخاص بتقييم أداء الحكومة بعد مرور مائة يوم عن تنصيبها غير عملي للخروج بفكرة عن الأداء الحكومي٬ فبالأحرى الحديث عن حصيلتها. وذكر أوزين بسياق تشكيل الحكومة الحالية التي تكونها أحزاب بمرجعيات مختلفة لكن توحدها "المرجعية المواطنة التي تختبر إرادتنا للتغيير"٬ مؤكدا أن الحكومة اتفقت على التنزيل السليم للدستور الجديد. ووصف أن الاختلافات في وجهات النظر التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى بين المكونات الحكومية ب"الأمر الطبيعي"٬ وذلك في إطار "الاختلاف داخل الوحدة". وأشار٬ من جانب آخر٬ إلى أنه يصعب الحديث عن قطيعة بين الحكومة الجديدة والحكومة السابقة٬ لأن الحكومة الحالية هي "حكومة استمرارية متجددة"٬ مبرزا أن هناك توجها وثقافة جديدتين في اتجاه ترسيخ الحكامة الجيدة على مستوى العديد من القطاعات ومعالجة الكثير من المشاكل في إطار تشاركي. من جهته٬ أكد لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر٬ أن ال100 يوم الأولى من عمر الحكومة المنتجة لا تكفي للتقييم٬ مسجلا أن الحكومة جاءت في ظرفية متأزمة وواقع اقتصادي صعب. وأشار السيد الداودي إلى القرارات التي اتخذت والسياسة المتبعة في القطاع الذي يشرف عليه خاصة على مستوى ترشيد عمل الإدارة والاهتمام بالموظفين في الوزارة٬ معتبرا في الآن ذاته أنه ينبغي إصلاح القانون المتعلق بالجامعات والقيام بوقفة تأملية لتطوير عملها. كما أبرز المجهودات التي بذلت خلال المرحلة السابقة في مجال محاربة الفساد وإعادة النظر في العديد من الإجراءات الهادفة إلى تخليق الحياة العامة في قطاع التعليم العالي٬ خاصة على مستوى معادلة الشهادات الجامعية والمزاوجة بين التدريس والعمل في القطاعات الخاصة. وفي ما يتعلق بالبحث العلمي٬ أبرز أنه يتم العمل عبر التركيز على مجالات معينة لكي تمنح الجامعات خبرتها وتجاربها٬ وعلى الخصوص في مجالات الطاقة وتكنولوجيات الإعلام. من جهته٬ قال عبد اللطيف معزوز الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج٬ إن عمل المئة يوم الأولى من عمر الحكومة لا تكفي لتقييم عملها٬ موضحا أنه يمكن الحديث عن ذلك في تجارب دول تتمخض عن الانتخابات التشريعية لديها حكومة حزب واحد يكون مهيئا لمباشرة التدبير الحكومي منذ اليوم الأول٬ في حين أن التحالف الحكومي القائم بالمغرب فرض مرور بعض الوقت من أجل تحديد الأولويات وتحقيق الانسجام اللازم. وأكد أن الحكومة باشرت خلال هذه الفترة عدة أعمال هامة٬ منها على الخصوص إخراج قانون مالية يحمل إشارات في ما يخص الحكامة والعدالة الاجتماعية٬ واعتماد مختلف القطاعات الحكومية منهجية الشفافية٬ إضافة إلى الشروع في القيام بعمل تشريعي لتنزيل مقتضيات الدستور الجديد. واعتبر من جانب آخر٬ أن الحكومة جاءت في ظرفية خاصة وبعد عدة تراكمات عرفها المغرب٬ مضيفا أن التجربة الحكومية الحالية تحظى باهتمام الداخل والخارج لأنها جاءت بعد دستور جديد وإصلاحات واسعة في السنوات الأخيرة وبانتظارات كبرى. وأشار٬ في هذا الصدد٬ إلى أن الحكومة الحالية تشكلت وقد وجدت عدة سياسات قطاعية قد تم إعدادها من قبل٬ بالمقابل هناك مشاكل وإكراهات مرتبطة بالظرفية الاقتصادية الدولية (ارتفاع أسعار البترول). ويتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي٬ أيضا إلقاء عدة عروض تستعرض من زوايا مختلفة "وجهات نظر المعارضة من حصيلة 100 يوم من الأداء الحكومي" و"التقييم الأكاديمي لحصيلة 100 يوم من الأداء الحكومي"٬ على أن يلي ذلك نقاش عام سيتوج بإعداد تقرير تركيبي حول جل ما تم التداول بشأنه في هذا اليوم الدراسي.