طالب الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي أحمد الدغرني قادة الأحزاب السياسية المغربية الوطنية واليسارية والإسلامية والليبرالية جميعا إلى مراجعة مواقفها من تاريخ المغرب وتقديم اعتذار رسمي لما لحق بالأمازيغ من ظلم وتهميش حتى يتم تيسير الانتقال الديمقراطي. "" ودعا الدغرني في تصريحات لوكالة "قدس برس" قادة الأحزاب السياسية المغربية إلى الرجوع عن الخطأ وتجنب التمادي في الباطل، وقال: "أعتقد أن الوقت قد حان لتعترف الأحزاب السياسية المغربية كل حسب مرجعيته بالأخطاء المرتكبة بحق الأمازيغ في المغرب، فعلى الإسلاميين التوبة وعلى الاشتراكيين والشيوعيين ممارسة النقد الذاتي وعلى الليبراليين الاعتذار، ذلك أنه منذ بداية الحركة الوطنية كان هنالك اتجاه لمحو حضارة الأمازيغ وتجاهل حقوقهم، ونحن الآن في عصر آخر له معالم مختلفة أعتقد أن على الذين أساؤوا بحق الأمازيغ أن يمارسوا التوبة كل حسب مرجعيته، ذلك أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، وكلما راجع الحكام والنخب السياسية مواقفهم وعادوا إلى الحق كلما سهلوا مأمورية الانتقال إلى عصر تسود فيه قيم الديمقراطية، لكي نستأنف عهدا جديدا".
وعما إذا كان يعني بمطالبته لقادة الأحزاب السياسية بالاعتذار لهم أنهم يخوضون معركة ضد الجميع، قال الدغرني: "للعلم فإن الأحزاب السياسية المغربية هي في الغالب وليدة حزب الاستقلال، فالحركة الوطنية هي التي ولدت هذه الخارطة الحزبية، ولذلك فأمر الاعتذار للأمازيغ لا يتعلق بحزب دون آخر، بل بكل من اشترك في ظلم الأمازيغ".
ونفى الدغرني أن يكون الأمازيغ بمطالبتهم الأحزاب السياسية المغربية بالاعتذار لهم عن الظلم الذي لحق بهم محاولة للاستقواء بالأمريكان ضد العرب المغاربة وتنفيذ خطة الفوضى الخلاقة من خلال الدعوات الطائفية والعرقية، وقال: "هذا كلام لا يصلح أن يقال للأمازيغ، لأنه لا توجد طائفية ولا عرقية في المغرب، فالطائفية موجودة في المشرق أما في المغرب فنحن لسنا طوائف بل شعب واحد وسياسة الأمريكان في الشرق الأوسط لا تنطبق علينا. ولا يمكن القول أن هناك سياسة أمريكية وحيدة في المنطقة فنحن نعيش سياسات كثيرة، وللعلم فإن فرنسا هي المستمثر الأول في المغرب تليها إسبانيا".
وانتقد الدغرني سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الأمازيغ، وقال "لا يوجد مخطط لدى الأمريكيين لإحياء الأمازيغية في المغرب، بل إن أمريكا تعمل بتواطؤ مع العرب في بلادنا العربية، ونحن نعتقد أنها تحولت إلى دولة عربية ولا أعتقد أنها ستغامر بمصالحها في الشرق الأوسط من أجل عيون الأمازيغ، ولكن مع ذلك نحن نرحب بالولايات المتحدة على أساس أن تغيّر ساساتها لأنه من الناحية الرسمية ليست لديها أي سياسة تجاه الأمازيغ"، على حد تعبيره.