قدم "مارك روتا"، اليوم الاثنين، استقالة حكومته أمام الملكة بياتركس التي وعدت بدراسة الأمر. وكان روتا وصل إلى قصر 'هاوس تن بوش‘ في لاهاي حوالي الساعة الثانية بعد الزوال وغادره بعد ساعتين. ومن المحتمل أت تجرى انتخابات سابقة لأوانها في أقرب الآجال، وربما قبل الصيف بحسب رغبة أغلبية الأحزاب السياسية. وكانت الحكومة الهولندية قد اجتمعت صباح اليوم الاثنين ما يقرب من ساعتين لتدارس الأزمة السياسية الناجمة عن انسحاب خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية من طاولة المفاوضات. تداعيات الأزمة السياسية الراهنة في هولندا كانت محل نقاش سياسي واسع مع مختلف الفرقاء السياسيين في هولندا وخاصة داخل أحزاب الائتلاف الحاكم المكون من الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك روتا والحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة نائب رئيس الوزراء مكسم فرهاخن. كما اتفق رؤساء الفرق البرلمانية مع رئيس البرلمان عقد جلسة نقاش يوم غد الثلاثاء. وعبر رؤساء الفرق البرلمانية عن تأكيدهم على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة السنة القادمة، ولكنهم لم يتوصلوا بعد إلى اتفاق حول كيفية تحقيق ذلك. وفي ردود فعل على الأزمة الراهنة، اتفق معظم الزعماء السياسيين على إجراء انتخابات سابقة لأوانها والتي من المحتمل أن تجرى خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر القادم، إلا أن أغلب الفرقاء السياسيين يحبذون إجراء انتخابات قبل الصيف لإخراج البلاد من الأزمة. ومن جهته أوضح خيرت فلدرز أنه لن يشارك في النقاش الذي يبحث عمن كان السبب في إفشال مفاوضات قصر 'كاتسهاوس‘ وكرر رفضه الخضوع لشروط بروكسيل تخفيض العجز في الموازنة العامة إلى حدود 3% من إجمالي الدخل القومي العام. غير أن شركاءه في الحكم يرون أن فيلدرز تخلى عن مسؤولياته وهو السبب في إفشال المفاوضات بعدما كان الاتفاق على وشك الإنجاز. وقال للصحافيين إن الحل هو التوجه لصناديق الاقتراع. سنة ونصف وتسعة أيام بالتمام هو عمر حكومة مارك روتا التي أثارت الكثير من التساؤلات إبان الإعلان عنها، لاسيما بعدما رهنت استمرارها لدعم من حزب الحرية الذي يوصف بالشعبوية. وكانت هذه الحكومة التي تشكلت من حزبين وحيدين: الحزب الليبرالي والحزب المسيحي الديمقراطي نتجت عقب إجراء انتخابات سابقة لأوانها (يونيو 2010) بعد انسحب حزب العمل في شهر فبراير 2010 من الائتلاف الحكومي بسبب تقرير عن مشاركة هولندا في حرب العراق. ويتحدث بعض المحللين السياسيين عن عدم استقرار سياسي تشهده هولندا. *يُنشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية