حقق المعتقلون السياسيون بسجن عين قادوس بفاس (محمد فتال وإبراهيم السعيدي ومحمد غلوط ومحمد الزغديدي) انتصارا سياسيا رائعا. إنه انتصار لكافة المعتقلين السياسيين ولعائلاتهم وللمناضلين المخلصين لقضية الشعب المغربي. إنه انتصار للشعب المغربي قاطبة. لقد لقنوا النظام وزبانيته درسا خالدا في الصمود والتضحية والتحدي. وتشبثهم بقضيتهم/قضيتنا، رغم كل أشكال الإجرام التي تعرضوا لها منذ لحظة اعتقالهم وإبان الإضراب البطولي عن الطعام الذي أعطى انطلاقته المناضل الصلب عز الدين الروسي من موقع تازة الصامدة في 19 دجنبر 2011، يبرز أن المعركة متواصلة وأن دماء الشهداء لم تذهب سدى، وستتواصل هذه المعركة مادام النظام قائما. إنها مهمة سياسية آنية من مهام المرحلة الراهنة، تفرض مواصلة المعركة حتى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين. إن انتصارهم يؤكد أن النضال والصمود، داخل السجن وخارجه، هما السبيل الوحيد أمام أبناء شعبنا المناضلين لانتزاع المكتسبات ومواصلة السير نحو انتصار قضية الشعب المغربي ونحو خلاصه. فهنيئا لهم ولعائلاتهم ولنا جميعا. إن شعار "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين" لا بد أن يسمع إبان كل محطاتنا النضالية القوية، بدءً من يوم 22 أبريل (حركة 20 فبراير) وفي ذكرى استشهاد المناضل محمد كرينة (24 أبريل) ومرورا بفاتح ماي (الطبقة العاملة)، ودائما (من قبل ومن بعد)... إن النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين لا يقبل التأجيل، ويعتبر حدا فاصلا بين من يناضل من أجل القضية وبين من يتاجر بها. إن قضية الاعتقال السياسي قضية الشعب المغربي. وإن الإضرابات عن الطعام المستمرة الآن داخل السجون والمستشفيات المغربية (الرشيدية، أسفي، تازة، فاس، الرباط، القنيطرة...)، بقدر ما تفضح النظام وإجرامه وزيف شعاراته (الديمقراطية، حقوق الإنسان...)، بقدر ما تحمل الجميع، مناضلين وهيئات سياسية ونقابية وجمعوية (مناضلة) مسؤولية التضامن، بل الانخراط في المعركة. علما أننا نعيش الآن حربا طبقية ضروسا: تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتصاعد وتيرة القمع والاضطهاد والتصدي الشرس لكافة الأشكال النضالية الاحتجاجية... ونعاهد جميع المعتقلين السياسيين على مواصلة المعركة ومن مختلف المواقع، حتى إطلاق سراح آخر معتقل سياسي...