عبد الرحيم حمزة واحد من الشباب الذي اختار مساره الخاص في التشغيل الذّاتيّ، مزاوجا بين ميولاته الفنّية التي اكتسبها خلال النشأة وتحركاته الدّائم للكسب قوت يومه.. مختارا لنفسه فضاء "لمنارة" السياحيّ بمرّاكش من أجل ذلك. هو من مواليد الأطلس المتوسّط، وبالضبط من "أغبالة"، له مستوى دراسيّ جامعيّ حدّه بالحصول على الإجازة في العلوم الاقتصاديّة.. كما خاض تجربة فنيّة ضمن الوسط الموسيقي وبصم على 11 ألبوما ضامّا لعدد من الأغاني الأمازيغيّة، وهو الآن خطّاط اختار بمسار مليء بالرهانات ومسلّح بالطموحات. حمزة شارك ضمن دورة العام 2010 من المعرض الدولي للكتاب الذي تحتضنه مدينة الدّار البيضاء كلّ سنة، وكانت هذه المشاركة مفصلية ضمن مساره الذي لا يخفي عبد الرحيم بأنّه مخصّص للدفاع عن الخطّ المغربي باعتباره فنّا كَالِيغرَافيا قائما بذاته. القاصد لحدائق "لمنارة" المرّاكشيّة يرصد تواجد عبد الرحيم حمزة وراء طاولة تحمل عتاد اشتغاله ونماذج بسيطة من مخطوطاته.. إنّه فضاء معيشيّ يدرّ ما بين 10 و20 درهما عن كلّ بطاقة يخطّ فوقها حمزة اسم زبونه بابتسامة واسعة وعبارات شارحة لكلّ العمليّات التي يقوم بها قبل إنهاء العمل وتقديمه للرّاغب فيه. "إنّه أحسن رواق بالعالم، له وزنه التاريخيّ، وهو قبلة لقاصدين مزاوجين ما بين الكمّ والنوع أحاول إقناعهم بخصوصيّة الخطّ المغربي قبل كلّ شيء" يورد عبد الرحيم عن فضاء "لمنارة" ضمن حديثه لهسبريس.. ويزيد: "أتواجد هنا ابتداء من السابعة والنصف لصباح كلّ يوم، وهناك مرشدون سياحيّون يعملون على ضمّي لبرامج الجولات بناء على قيمة الخطّ المغربي الذي أشتغل عليه". عبد الرحيم يرى بأنّ التوفر على ضبط للتقنيات والمعارف والمواهب لا يكفي الفنّان في القيام بدوره ضمن محاربة "الأمّيّة الفنّية".. فهو يعدّ "انغلاق الفنّانين على ذواتهم وعدم توفّرهم على طرائق اختراق" أكبر حاجز في امتداد الفنّ لعوالم اجتماعيّة أوسع. ويعتبر ذات الكَاليغْرَاف، من وسط ورشته البسيطة، أنّ عمله من وسط حدائق "لمنارة" جزء يسير من أدائه الفنيّ، كاشفا عن اشتغاله على "ما هو حرفيّ ومهنيّ أكثر" بالإعداد لمعرض لوحات كبرى، منجزة بمواد وتقنيات أغلى وأعمق، حتّى تنفتح الشريحة الميسورة على الخطّ المغربيّ.