أدان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين اطلاق النار على مدرسة يهودية في تولوز جنوب غرب فرنسا الذي اوقع اربعة قتلى، من بينهم فرنسي يحمل الجنسية الاسرائيلية. وقال نتانياهو في اجتماع لحزبه الليكود (يمين) بعد ساعات من الحادث "اليوم في فرنسا وقعت جريمة قتل دنيئة استهدفت يهودًا من بينهم اطفال صغار". واضاف "الوقت ما زال مبكرا جدا لتحديد سبب هذا التصرف، ولكننا بالتاكيد لا نستطيع استبعاد خيار ان الدافع كان معاداة السامية العنيفة والقاتلة". وأعربت اسرائيل الاثنين عن شعورها "بالذهول" بعد اطلاق النار امام مدرسة يهودية في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا. وقد تبين ان الرجل البالغ الذي قتل مع ثلاثة اطفال في اطلاق النار الاثنين امام مدرسة يهودية في تولوز (جنوب غرب فرنسا) يحمل الجنسيتين الفرنسية والاسرائيلية ويتحدر من القدس، حسبما اعلن احد المقربين من الرجل. وقال المصدر إن "جوناثان ساندلر قتل في اطلاق النار في تولوز وكان قد غادر في ايلول/سبتمبر الماضي في مهمة لعامين لتدريس مواد يهودية في تولوز". واعلن مدعي الجمهورية في تولوز ان استاذ دين (30 عامًا) وولديه (3 و6 سنوات) وطفل ثالث في العاشرة قتلوا برصاص مسلح على متن دراجة نارية لاذ بالفرار بعد الهجوم الذي اوقع ايضًا جريحا اصابته بالغة. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بانه يشعر "بصدمة عميقة" من الحادث بحسب بيان صادر من مكتبه. ونقل البيان عن ليبرمان قوله "فقط من يمتلك شرا شيطانيًا، يستطيع ان يقوم بقتل اطفال صغار في مدرسة". من جهته قال رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين بان الاعتداء "كان ضد اليهود واسرائيل"، ويجب ان يؤدي هذا الاعتداء الى تنبيه المجتمع الدولي. وقال ريفيلين في تصريحات نقلتها اذاعة الجيش الاسرائيلي "قتل اطفال يهود واستاذ هذا الصباح لانهم يهود، وهذا دليل على اهوال معاداة السامية والذي يتمثل ايضا بمعاداة اسرائيل، حيث يرى اعداء اسرائيل أن الشعب اليهودي وسيلة لتحقيق المكاسب وهذا يجب ان يكون اشارة تحذير للعالم". وكان يغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية قال لوكالة فرانس برس "نحن مذهولون من هذا الحادث ونثق في قدرة السلطات الفرنسية على كشف ملابسات الماساة واحالة مرتكبي هذه الجرائم امام العدالة". وتابع "نحن نتابع ما يحدث بتاثر". وقطعت كل محطات التلفزة والاذاعات الاسرائيلية برامجها المعتادة لمتابعة تفاصيل هذا الاعتداء. ويقدر عدد الجالية اليهودية في فرنسا التي تعرّضت الاثنين في تولوز لحادثة اطلاق نار اوقعت اربعة قتلى، 530 الى 550 الفا بينهم 20 الى 25 الفا في تولوز بحسب المؤسسات اليهودية. وتشير ارقام اخرى الى ان عددهم يصل الى 700 الف شخص. واليهودية رابع ديانة في فرنسا بعد الكاثوليكية والاسلام والبروتستانتية. والجالية اليهودية هي الاكبر في اوروبا الغربية. وهناك حوالى 300 كنيس في فرنسا، حيث اليهودية منتشرة، خصوصًا في المنطقة الباريسية، وفي شمال شرق وجنوب غرب وجنوب شرق البلاد. وخلال الحرب العالمية الثانية قام النازيون الالمان بترحيل 76 الف يهودي من فرنسا بموافقة ادارة نظام فيشي. وفي 16يوليو 1995، اقر رئيس الجمهورية جاك شيراك ب"ان الفرنسيين والدولة الفرنسية دعمت الجنون الإجرامي للمحتل" الالماني. واعتبارا من 1945 استؤنفت الهجرة اليهودية. وبين عامي 1955 و1965 سجلت هجرة اليهود من شمال افريقيا بعد انهاء الاستعمار في كل من تونس والمغرب والجزائر. وفي 1808 أسس نابوليون الاول المجلس الكنيسي المركزي الاسرائيلي في فرنسا، الذي لا يزال رسميًا المؤسسة التمثيلية للدين اليهودي في فرنسا. ومنذ 2009 حاخام فرنسا هو جيل برنهايم. ويجمع المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا اكثر من 60 جمعية دينية او علمانية ترمي الى الترويج للمثل السياسية والاقتصادية للجالية اليهودية في فرنسا او الخارج. السلطة الفلسطينية "تدين بشدة" الاعتداء وتعتبره "عملاً ارهابيًا" بدورها دانت السلطة الفلسطينية الاثنين بشدة الاعتداء الذي استهدف مدرسة يهودية في تولوز جنوبفرنسا واعتبرته "عملا ارهابيا". وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "ندين بشدة كل اعمال الارهاب وخاصة حادث اليوم الارهابي في تولوز في فرنسا والذي راح ضحيته (..) اطفال يهود". واضاف انه "عمل ارهابي بكل المقاييس، ونحن على الدوام ضد الارهاب الذي يستهدف المدنيين الابرياء". وشدد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان دائمًا يدين هذه الاعمال الارهابية التي تعتبر ضد الانسانية. وقال "نتقدم لذوي الضحايا وللشعب الفرنسي باشد عبارات الادانة ضد هذا الحادث ونتقدم لهم ولعائلاتهم بالعزاء". الفاتيكان يستنكر بشدة الهجوم هذا وعبّر الفاتيكان الاثنين عن "استنكاره الشديد وروعه وادانته الاشد حزمًا" بعد الهجوم على مؤسسة تعليمية يهودية في تولوز (جنوب غرب فرنسا) الذي اسفر عن سقوط اربعة قتلى بينهم ثلاثة اطفال. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي "ان اعتداء تولوز على مدرس وثلاثة اطفال يهود هو عمل مريع ودنيء يضاف الى اعمال عنف عبثية اخرى جرحت فرنسا". واضاف ردا على اسئلة الصحافيين ان الهجوم "يثير استنكارنا الشديد وروعنا وادانتنا الاكثر حزما"، لافتا الى "سن وبراءة الضحايا الصغار وكون الاعتداء وقع قرب مؤسسة تعليمية يهودية مسالمة". وخلص الاب لومباردي الى القول "كما سبق وقال اسقف تولوز نعبر لعائلات الضحايا والطائفة اليهودية عن قلقنا ازاء هذا العمل المروع وتضامننا الروحي البالغ". وقد قتل استاذ دين وثلاثة اطفال بالرصاص صباح الاثنين امام مدرسة اوزار هاتوراه اليهودية في تولوز في عملية اثارت الاستنكار الشديد. واشنطن تدين الهجوم "المروع" كما دان السفير الاميركي في باريس اليوم الاثنين الهجوم "المروع" الذي شنه مسلح على مدرسة يهودية جنوب غرب فرنسا وادى الى مقتل اربعة اشخاص. وقال السفير تشارلز ريفكين في بيان "ادين بشدة عملية القتل في تولوز وعملية قتل الجنود الفرنسيين التي وقعت في الاسبوع الماضي في مونتوبان".