ينعقد بالعاصمة المصرية القاهرة، الجمعة، مؤتمر الوحدة العربية في نسخته الأولى، بمشاركة عدد من التنظيمات الأكاديمية العربية، وسيخصص لمناقشة ملف الصحراء المغربية، عقب التدخل المغربي لتأمين المعبر الحدودي الكركرات من ميليشيات البوليساريو. ويهدف المؤتمر، الذي ينظمه المعهد الدولي الخاص للتحكيم والدراسات القانونية، بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق بالدار البيضاء، وهيئات أخرى بالقاهرة، إلى دعم موقف المغرب الرامي إلى "الاستقرار والحفاظ على وحدته الترابية وسيادته على أقاليمه الجنوبية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من ترابه الوطني". وأكد عز الدين خمريش، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في ندوة صحافية عقدت أمس الخميس لتسليط الضوء على المؤتمر، أن تدخل القوات المسلحة في معبر الكركرات "مكن من توحيد الدول العربية وجمع شتاتها وتوحيد مواقفها". ولفت الدكتور خمريش الانتباه إلى أن "الكركرات ساهمت في الوحدة العربية، ووحدة الرأي العام السياسي العربي من خلال التدخل السلمي الذي قام به المغرب"، مشيرا في هذا السياق إلى أن "جميع الدول العربية كانت على كلمة واحدة وموقف موحد، بما فيها الجزائر التي كنّا ننتظر أن يكون موقفها معاديا ومنتقدا". وشدد الأستاذ الجامعي على أن "هذا التوحيد الذي أدت إليه منطقة الكركرات هو ما دفع المنظمين إلى عقد هذا المؤتمر العربي، إذ ارتأوا مساندة المغرب بهذا النوع من الدبلوماسية الموازية". وأوضح المتحدث نفسه أن هذا الملتقى الأكاديمي العربي الذي سيقام في القاهرة "سيمكننا من كسب الرأي العلمي والجامعي المصري، خاصة أن الرأي العام بهذا البلد الشقيق ليس له إلمام كبير بقضية الصحراء، وبالتالي سيكون هناك انفتاح على هذا الملف". ويندرج هذا المؤتمر، حسب الباحث خمريش، دائما، ضمن الدبلوماسية العلمية والأكاديمية للدفاع عن عدالة قضية الوحدة الترابية المغربية، مؤكدا أن القضايا الكبرى والمعارك والحروب صارت تحسم بالعلم والإعلام والثقافة. ويهدف مؤتمر الوحدة العربية الأول، حسب المنظمين، إلى "تفعيل أوجه الدبلوماسية الموازية بإشراك الهيئات والمؤسسات ومراكز البحث العلمي ومنظمات المجتمع المدني والإعلام، من أجل توضيح عدالة القضية المغربية، وكذا التصدي للحملات العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة ومواجهة كل المناورات والفخاخ البنيوية التي تستهدف التشكيك فيها من خلال تعبئة وطنية وعربية ودولية". كما يروم هذا الحدث "تشجيع التنظيمات الوطنية والعربية والدولية على تنظيم ملتقيات وطنية ودولية، تهدف في مجموعها إلى إبراز عراقة وأصالة العادات والتقاليد المغربية التي تمتاز في عمقها بالتسامح والانفتاح على الآخر".