قدمت الكاتبة المغربية رشيدة المفضل مساء أول أمس الأربعاء بمونريال أمام نخبة من المثقفين والجامعيين وممثلي الجمعيات الثقافية والإعلامية كتابها الذي يحمل عنوان "نظرات متقاطعة- كلمات نساء". وفي هذا المؤلف الذي شاركت في كتابته رشيدة المفضل وألكسندرا أمبريال وفرنسواز ترومبلاي٬ تتقاسم هؤلاء النساء تجاربهن واكتشافاتهن وتساؤلاتهن وتمردهن على التعصب والأفكار المتطرفة. وكشفت الكاتبة المغربية التي تعيش في إقليمكيبيك منذ 12 سنة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فكرة إنجاز هذا العمل نبعت من الحاجة الى لتجاوز هذه الأحكام المسبقة والكلشيهات. وقالت إنه من أجل إنجاز هذا العمل نسجت هؤلاء النساء علاقة متبادلة لأجل اكتشاف أنفسهن في تعدديتهن. كل واحدة ترسم مسار حياتها وتجاربها بحيث يتجاوزن اختلافاتهن من أجل البحث عن قواسم مشتركة. وفي الكتاب تحدثت هؤلاء النساء عن مسارهن الخاص بالهوية والثقافة والدين ٬ وكذا مختلف المواضيع بدون محرمات: الحجاب٬ الطائفية٬ الجنسية المثلية٬ والعنصرية وكراهية الإسلام. كما رصدت النساء الثلاث مسيرتهن منذ طفولتهن حيث ولدت رشيدة المفضل وعاشت في فرنساوكيبيك٬ وألكسندرا إمبريال في مونتريال مع أصولها المجرية والإيطالية وديانتها اليهودية٬ وفرنسواز تريمبلي الكندية في بيئة ملتزمة بالقيم المسيحية. ويتميز هذا العمل الجماعي بتسليط الضوء على العديد من النقاط وتبادل وجهات النظر حول العادات والتقاليد والدين ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع. يذكر أن كل عام يغادر آلاف من الرجال والنساء بلدانهم للاستقرار في كيبيك قادمين من مختلف أنحاء العالم. ويتميزون باختلاف أديانهم وإثنياتهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية. كيف يمكن استضافتهم مع الحفاظ على مرجعية مشتركة؟ إلى أي مدى ينبغي الذهاب لتسهيل إدماجهم؟ هل توفير السكن لهم أمر معقول؟ ولأن الكتاب يرسي حوارا حقيقيا من خلال فتح الطريق أمام لقاء حقيقي مع الآخر٬ فانه يقدم ٬ وفقا للمؤلفات٬ أجوبة على هذه الأسئلة. ثلاث نساء وثلاثة أجيال٬ وثلاثة أديان وثلاثة مسارات مختلفة٬ ولكن شغف واحد ٬ الكتابة٬ يجمع الكاتبات اللواتي ليس لهن قواسم مشتركة عدا التزامهن بقناعاتهن الشخصية٬ والانفتاح على الآخر. كتبت رشيدة المفضل العديد من المؤلفات منها "قدر آسية" والسراب الكندي".