مجددة تقييمها لعملية التعليم عن بعد، تصر فعاليات طلابية على ضرورة مراجعة النمط الدخيل على منظومة التربية الوطنية، خصوصا في ظل استمرار شروط الموسم الماضي نفسها؛ غياب أدوات الاشتغال وضعف تكوين كافة المتدخلين. ومثلما جرى السنة الماضية، فرغت جنبات الساحة الجامعية هذا العام أيضا، باستثناء دروس تطبيقية يحضرها عدد محدود من الطلاب، ما جعل التعليم عن بعد سائدا في أغلب فترات الدراسة، مع استمرار إشكال صيغة الامتحانات. وتسود احتجاجات في جامعات تطوانومراكش والقنيطرة، تروم إعادة النظر في قرار التعليم عن بعد، في ظل عدم تأقلم الطلبة معه، وضياع جزء كبير من التعلمات المبرمجة خلال السنة، وصعوبة تحصيل علامات جيدة في الاختبارات. وتبقى مسألة التكوين في مجالات المعلوميات وتوفر كل التكنولوجيات الكفيلة بضمان التعليم عقبتين مستمرتين للسنة الثانية أمام نجاح التجربة التي تنال انتقادات واسعة من لدن الفصائل الطلابية والنقابات التعليمية على حد سواء. سفيان النوري، المنسق الوطني لفصيل طلبة اليسار التقدمي، قال إن التعليم عن بعد يسير في اتجاهات السنة الماضية نفسها، والبداية بغياب اللوجستيك والتجهيزات اللازمة لتأمين العملية، ثم ضعف بيداغوجية التدريس لدى الجميع. وأضاف النوري، في تصريح لهسبريس، أن التفاعل غائب بين الطلاب وزملائهم، وكذا أساتذتهم، مسجلا أن عدم اعتماد الوزارة الوصية على الدروس عن بعد في اختبارات نهاية السنة الماضية، كان خير دليل على فشل المنظومة. وأوضح الفاعل الطلابي أن الطلبة يرفضون صيغة التعليم عن بعد، وكذا تأخر صرف المنح الدراسية، وكثرة البيروقراطية في تدبير الجامعات، وحرمان فئات كثيرة من حقوقها، بعد أن استغلت الإدارات سياقات الجائحة وغياب الفصائل الطلابية. وأفاد المتحدث بأن الطلبة يحتجون ضد هذه الصيغة في مواقع جامعية عدة، منها مراكش والقنطيرة وتطوان، مؤكدا أن أكثر المتضررين من التعليم عن بعد هم الطلاب الجدد الذين لم تساعدهم الظروف على اكتشاف كنه التعليم العالي.