عبر الشيخ الفزازي أحد رموز ما يسمى "السلفية الجهادية" سابقا، أمس الخميس بكلية العلوم السملالية بمراكش عن ارتياحه لعمل فريق العدالة والتنمية المشارك في حكومة ما بعد الدستور المغربي الجديد، واصفا الحزب بأنه حزب سلفي ويتبع السلف والصحابة في سياسته. ولفت الفزازي انتباه الحضور من الطلبة بكثرة مدحه للحزب الإسلامي خصوصا وزير العدل والحريات مصطفى الرميد ورئيس الحكومة بن كيران ، الذي نعته بكونه أكثر الناس تواضعا بين الشعب المغربي ويجب أن نصبر عليه لأنه وجد في دواليب الحكومة تركة "عفنة" من الفساد "الذي يجب أن نسقطه جميعا بصرامة لكن بأقل الخسائر"، على حد تعبير الشيخ. الفزازي، وهو يحاضر أمام طلاب الكلية أثناء محاضرة تحت عنوان "القرآن وتحديات العصر" والتي نظمتها منظمة التجديد الطلابي المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، ركز في مداخلته على الحرب ضد العلمانيين والحداثيين عن طريق الفكر والحوار وكلمة الحق، مشيرا إلى أن الخلاف بينه وبينهم في ثوابت الدين وعقيدته وليس في فروعه. كما دعى الفزازي إلى ضرورة تشكيل ما سماه جبهة واسعة من الإسلاميين المعتدلين لمواجهة العلمانيين، معبرا عن ذلك بقوله : "يجب أن نزاحم العلمانيين ونتدافع معهم على صناديق الاقتراع، وسنصل". أما عن ملف الفساد بالمغرب، فقد عبر الفزازي على فرحه وسعادته بما سماه شجاعة وزير التجهيز والنقل عبد العزيز الرباح بكشفه عن لائحة المستفيدين من الكريمات، طالبا بشدة رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران بسحب كل الكريمات التي يستفيد منها الأغنياء ومنحها للمعطلين الذين يحتجون يوميا أمام البرلمان. كما استغرب في الوقت نفسه عن تبرير الشيخ الزمزمي لتوفره على إحدى كريمات النقل بجهوده في الدعوة، ناعتا هذا الأمر بأنه غير مقبول وأن الدعوة والمنبر لا يحتاجان إلى مقابل مادي، وإن كان الأمر كذلك فيجب أن يعمم على جميع الدعاة والخطباء من دون استثناء. وعن مهرجان موازين المثير للجدل، نفى الفزازي علمه بهذا المهرجان، لكنه شدد على أنه لا يرضى لأمثال شاكيرا بجني الملايين من الدراهم في دقائق معدودة، في القوت الذي لا تزال الأطر العليا المعطلة مسلوبة الحق في الشغل الكريم. وارتباطا باليوم العالمي للمرأة، قال الفزازي للحضور مازحا على أنه سبق لأحد مقدمي البرامج الإذاعية أثناء حوار مباشر بالترحاب بزوجته قائلا لها "les femmes d'abord"، إلا أن الفزازي رد عليه بقوله : "نحن في الإسلام عندنا les femmes toujours". معبرا على أن المرأة لا تحتاج إلى يوم واحد للاحتفال بها.