زار قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، اليوم الجمعة، معبر الكركرات الحدودي مع الجارة موريتانيا، وذلك بعد العملية الناجحة التي قام بها الجيش المغربي بالمنطقة، بأمر من الملك محمد السادس، عقب الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة. وتكون الوفد الحزبي الذي زار معبر الكركرات، من كل من سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومحمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية. ووقف زعماء الأحزاب السياسية المغربية ورئيس الحكومة على زيف ادعاءات جبهة البوليساريو الانفصالية، التي لا تتوانى في نشر أكاذيب مضللة تزعم استمرار قصف المنطقة العازلة وإلحاق أضرار مادية وبشرية بصفوف القوات المسلحة الملكية. وتفقد زعماء الأحزاب الثمانية الأشغال التي أطلقتها الفرق الهندسية العسكرية والمدنية التابعة للقوات المسلحة الملكية من أجل تعبيد الطريق الرابط بين نقطة الكركرات والنقطة 55 بالحدود الموريتانية. وأنهت السلطات المغربية، قبل يومين، الأشغال التي بدأتها في الثالث عشر من نوفمبر في منطقة الكركرات بالصحراء، لتأمين الطريق البرية الوحيدة نحو موريتانيا. زيارة الأحزاب المغربية، أغلبية ومعارضة، إلى معبر الكركرات، حملت رسالة إلى خصوم المملكة مفادها أن الاعتداء على أمن ووحدة أراضي المملكة المغربية أمر لا يمكن التساهل معه، وأن جميع الأطياف السياسية في البلاد موحدون في إطار الإجماع الوطني حول وحدة المغرب الترابية. وفي ختام زيارتهم، أصدر زعماء الأحزاب بيانا أشادوا من خلاله بالأسلوب الحكيم والحازم الذي قاد به الملك محمد السادس تدبير ملف الكركرات على كافة المستويات، من خلال اتصالاته المكثفة ومساعيه السياسية دوليا لإرجاع الأمور إلى نصابها في احترام تام للشرعية الدولية. وثمن "بيان الكركرات" العملية المهنية والسلمية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، بأمر سام ومقدام من قائدها الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، الملك محمد السادس، والتي مكنت من إعادة تأمين حركة مرور الأفراد والسلع بين المملكة المغربية وموريتانيا خصوصا، وبين أوروبا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء عموما. وشدد الموقعون على البيان اصطفافهم المتين وراء الملك محمد السادس في التصدي "لكل مناورات أعداء الوحدة الترابية، التي تشكل تهديدا واضحا لأمن واستقرار المنطقة برمتها المعرضة لمخاطر الإرهاب والهجرة السرية والتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة والجريمة المنظمة". وجددت الأحزاب السياسية إشادتها بمواقف المنتظم الدولي، والدول الشقيقة والصديقة الداعمة لقضية المغرب، وقالت إن الجميع صار يقف أكثر فأكثر على مدى جدية مقترح الحكم الذاتي المغربي، وعمقه التاريخي والحضاري، وأهميته كمقترح ذي مصداقية لأجل الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل. وسجل قادة الأحزاب بكل ارتياح وثقة في المستقبل النهضة التنموية التي تعرفها جهتا العيون الساقية الحمراء والداخلية وادي الذهب، والتقدم الحاصل في تنفيذ المشروع التنموي الخاص بهذه المنطقة الذي أعطى الملك انطلاقته. وعبرت الأحزاب ذاتها عن اعتزازها بالاهتمام الخاص الذي يوليه الملك للدفع بعجلة الجهوية المتقدمة بهذه الأقاليم بغية التعجيل بمنحها الاختصاصات والموارد المالية والبشرية اللازمة في "آفاق الحكم الذاتي الذي تقدمت به بلادنا لمجلس الأمن، والذي وصفه بأنه مقترح جاد وذو مصداقية وقابل للتطبيق". وختم قادة الأحزاب زيارتهم بالتأكيد على انخراط تنظيماتهم السياسية المبدئي والتام وراء الملك محمد السادس، في التعبئة الشاملة لكافة أعضاء الأحزاب، وتأطير المواطنات والمواطنين، "لأجل مواجهة مناورات خصوم الوحدة الترابية في مختلف المحافل الدولية، وصيانة وحدة الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، والرفع من إيقاع اليقظة المستمرة". جدير بالذكر أن العملية السلمية لتحرير معبر الكركرات لقيت دعم أزيد من 40 دولة من كل بقاع العالم، وهو ما شكل صدمة غير مسبوقة لجهة البوليساريو وصنيعتها الجزائر.