لا يزال النقل العمومي بمدينة الدارالبيضاء يشكل معضلة حقيقية، ويخلق جدلا لا ينتهي، زادت حدّته مع حلول جائحة "كورونا"، وعلى الرغم من المساحات الشاسعة التي تقدمها العاصمة الاقتصادية لسكانها وزوارها؛ فإنها تعاني من أزمة النقل، التي تحولت إلى عائق يرعب السكان والزوار معاً. وتقضي شريحة واسعة من سكان المدينة ساعات طويلة في انتظار وسيلة تُقلهم إلى مختلف وجهاتهم، خاصة في ظل جائحة "كورونا"، حيث تشهد محطات النقل العمومي ضغطا كبيرا، نتيجة عدم توفر الحافلات الكافية؛ وهو ما يمكن استجلاؤه في شهادات المواطنين الذين يؤكدون أن رحلة الانتظار تتطلب الجهد والصبر، لأن الحافلات لا تحترم مواعيدها. وقد دفعت الأزمة الخانقة في النقل العمومي جماعة الدارالبيضاء إلى اقتناء حافلات جديدة بجودة عالية وتقنيات حديثة، كان من المرتقب تشغيلها خلال الشهر الجاري؛ ولكن لم يخرج إلى حدود الساعة أي قرار يفيد إطلاق هذه الحافلات الجديدة، بعدما تم الاستغناء عن خدمات شركة "مدينة بيس" وتعويضها بشركة "ألزا". وفي هذا الصدد، أوضح مهدي ليمينة، الفاعل الحقوقي، أن "المدينة تعاني من نفس المشكل منذ سنوات؛ ما يثير غضب الساكنة، بالإضافة إلى التلوث البيئي والاكتظاظ، وعوامل أخرى تعيشها المدينة، ما أثر بالسلب على نفسية البيضاويين". وأكد ليمينة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "معظم الحافلات لا تتوجه إلى كافة أحياء المدينة، حيث يصعب التنقل على المواطنين؛ فيلجؤون إلى التنقل عبر وسيلة الدراجات النارية ثلاثية العجلات (التريبورتور)، التي باتت تستقطب أغلبية الناس، ولكنهم يعرضون سلامتهم للخطر". وختم المتحدث تصريحه بالقول: "ليست هناك إرادة حقيقية من طرف مجلس المدينة لإيجاد الحل؛ فجميع الوعود كانت كاذبة، وأتمنى أن يوضح لنا المجلس إذا كان هناك أي مشكل في الاتفاق، لأننا نحتاج إلى حل مستعجل في أقرب وقت ممكن". *صحافية متدربة