قال فيصل العرايشي، المدير العام لشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إن قطاع السمعي البصري صعب وله خصوصيات لا تعرف لدى لجميع، معتبرا أن بعض الأفكار التي تخرج من حين إلى آخر تعطي صورة غير صحيحة وعلى واقع السمعي البصري المغربي. كلام العرايشي، الذي جاء ذلك ضمن اجتماع لجنة مراقبة المالية العامة لتقديم عرض حول الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (صورياد دوزيم)، نبه إلى وجود صورة نمطية حول الشركة وأنها تفتقد للترشيد، مشيرا إلى أن سنة 2000 كانت الإذاعة والتلفزة تضم 2250 عاملا بقناة واحدة وإذاعتين وطنيتين وثمان جهويات واليوم 2020 عاملا، وتم تقليص العدد بحوالي 12 في المائة. العرايشي، وهو يدافع عن الشركة الوطنية، قال إنه على الرغم من التقليص في عدد الموارد البشرية، فإن "البث ارتفع من 6500 ساعة على مستوى التلفزيون إلى 30 ألف ساعة بث اليوم، مبرزا أن الاستثمار في الدراما كان 800 ألف درهم، واليوم بين القناتين يصل إلى 400 مليون درهم، وانتقلنا من شركتين للتعامل إلى أكثر من 120 شركة بمعدل 2000 منصب شغل". المدير العام لشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اعتبر أن "السمعي البصري المغربي عرف تغيرات كبرى منذ إحداث الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، ونهاية احتكار الدولة للبث ما فتح المجال للاستثمار الخاص"، مسجلا أن التحول من الوظيفة العمومية إلى شركة مكن من خلق سبع قنوات تلفزيونية وثلاث قنوات إذاعية جهوية. وفي هذا الإطار، اعتبر المتحدث ذاته أن هذه القفزة، التي تم تحقيقها بأقل عدد من الشغيلة، لا تدخل ضمن النجاعة وترشيد النفقات، موضحا أنه تواصليا وإعلاميا لا تتم الإشارة إلى المجهود الذي بذل بالأطر أنفسهم وكذلك المردودية التي ارتفعت خمس مرات. من جهة أخرى، أعلن العرايشي أن المنافسة اليوم توجد مع القنوات العربية على الأقمار الصناعية، موضحا بخصوص نسب المشاهدة أن "آليات ضبط نسب المشاهد تعطي تصورا لتحسين الأداء وبيع المساحات الإشهارية؛ وهي الآلية الوحيدة في إفريقيا، والتي تعتمد الطريقة الفرنسية في الدراسة". وقال المسؤول ذاته إن "عدد المغاربة الذين يتابعون القنوات المغربية يتجاوز 85 في المائة يوميا، مشددا على أن هذه مسألة مهمة؛ لأن المعطيات التي تقدم تمت قراءتها بشكل مغلوط عندما نتحدث مثلا عن متوسط 51 في المائة، يتم استعمال الأرقام ضد الإعلام العمومي ومن واجبنا الدفاع عن صورة الإعلام العمومي". المسؤول ذاته اعتبر أن مقارنة الإعلام العمومي مع إعلام العديد من الدول العربية يؤكد قوة المغرب ليس عربيا فقط بل عالميا، مبديا أسفه للمكانة التي يحتلها الإعلام العمومي، في الوقت الذي نتلقى فيه خطابا يحطم الأداء.