حرص جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، خلال زيارته الرسمية إلى المغرب، الإثنين، على تمرير عدد من الرسائل التي تهم التطرف والإرهاب والانغلاق. وشارك لودريان في حفل توقيع اتفاقية بين المؤسسة الوطنية للمتاحف والوكالة الفرنسية للتنمية، لتنفيذ برنامج إفريقي لتقوية القُدرات وتبادل التجارب في مجال المتاحف والتراث. وأشار وزير الخارجية الفرنسية إلى أن "هذه الاتفاقية تطبق أهداف رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، التي أعلنها في واغادوغو قبل سنوات، من أجل تجديد الشراكة الثقافية مع إفريقيا". واغتنم لودريان هذه الفرصة ليقول: "في ظل الأزمة الصحية وأزمة الإرهاب والتطرف من المهم جداً مُحاربة الانغلاق على الذات، وأنا مقتنع بأن أفضل إجابة هي الانفتاح والمشاركة الثقافية". وفي الأسابيع الأخيرة شهدت فرنسا نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة إلى النبي محمد عبر وسائل إعلام، وهو ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي. كما شهدت فرنسا عمليتين إرهابيتين على خلفية نشر تلك الرسوم المسيئة، تورط فيها إرهابيان، أحدهما يحمل الجنسية التونسية والآخر شيشاني الأصل. وخلال زيارته إلى المغرب، التقى وزير الخارجية الفرنسية مع أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما أجرى لقاء صحافياً رفقة نظيره ناصر بوريطة، شدد خلاله على أن بلاده "ليست ضد حُرية المعتقد، وليست ضد الدين الإسلامي الذي تحترمه، بل ضد الإرهاب والإيديولوجيات المتطرفة". وتأتي الزيارة في إطار جولة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة، بدأها الوزير الفرنسي من القاهرة، أمس الأحد، حيث التقى عدة مسؤولين مصريين، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي أبلغ لودريان بأن من يُسيء إلى النبي محمد ستتم ملاحقته في المحاكم الدولية. كما تأتي زيارة لودريان بالتزامن مع زيارة قام بها وزير الداخلية جيرالد دارمانان إلى تونس والجزائر، في إطار الجهود الفرنسية لمكافحة الإرهاب، وتحسين صورة فرنسا التي اتهمت من قبل تيارات الإسلام السياسي بأنها مُعادية للدين الإسلامي.