ما زال عقار "الكلوروكين" يثير الجدل في الأوساط العلمية الدولية، بعد نشر مجموعة من الأبحاث التي خلصت إلى أنه "غير مفيد" في علاج مرضى فيروس "كورونا" المستجد؛ ولكن عديدا من الأطباء المغاربة يتشبثون بفعالية البروتوكول الصحي القائم عليه. وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور محيي الدين زاروف، منسق وحدة "كوفيد-19" بالمستشفى الجهوي محمد الخامس في طنجة، عن جدوى استعمال عقار "الكلوروكين" في علاج المصابين بفيروس "كورونا" المستجد بالمؤسسات الاستشفائية الوطنية، راصدا منافعه الطبية عند تناوله في المرحلة الأولى من الإصابة. وقد أفاد طبيب الإنعاش والتخدير بأن "العقار الطبي بإمكانه إنقاذ أرواح المواطنين؛ ولكن يتم ترويج بعض الشائعات بشأنه، يمكن أن تكون سببا في تدهور الوضعية الصحية للكثيرين، في حين يتعلق الأمر بدواء قديم يعالج أمراض عديدة". وأوضح الطبيب المغربي، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، مستندا على تجربته الميدانية في تكوين وجهة نظره حول الموضوع، أن "المضاعفات الناجمة عن تناول هذا الدواء لا تختلف عن بقية الأدوية المتوفرة في السوق". وأبرز المصدر عينه أن "دواء الكلوروكين، الذي يرتكز عليه البروتوكول الصحي المغربي على غرار بلدان أخرى، له فعالية لدى الحالات البسيطة بالأساس، حيث يساهم في عدم تدهور الوضعية الصحية للمريض". ولفت الدكتور زاروف الانتباه إلى أن العقار "يلعب دورا أساسيا في عدم تطور الحالة البسيطة إلى حالة خطيرة، وعندئذ لا تبقى له أي وظيفة"، مستطردا: "مرضى كثر لا يتناولون دواء الكلوروكين لأسباب متنوعة؛ منها التخوف من المضاعفات الخطيرة المحتملة، والتي ثبت بأنها شبه منعدمة في الواقع، أو الأعراض الجانبية الناجمة عنه، مثل العياء وصداع الرأس". وتابع المنشور مسترسلا: "يمكن أن تكون تلك الأعراض الجانبية ذات علاقة بمرض كورونا"، موضحا أن "البعض الآخر لا يأخذ الدواء لأنه يتخوف من الذهاب إلى المستشفى، أو إجراء التحليل المخبري الخاص بكوفيد، فيتم اللجوء إلى اقتناء أدوية أخرى، توصف كأدوية مكملة لدواء الكلوروكين، من قبيل الزنك والفيتامين سي والأزيثروميسين، خاصة مع عدم السماح للصيدليات ببيع الكلوروكين". "أصبحت النتيجة، اليوم، هي ما نشاهده في المستشفيات المحلية بالمغرب، حيث تصل أغلب الحالات الحرجة بعد فوات الأوان، ما يؤدي إلى وفاتها في الغالب، لأنها تأخرت في العلاج، أو لم تتناول الكلوروكين، بينما لا تصل الحالات البسيطة التي تناولت العقار عند بداية المرض إلى هذا المستوى ، باستثناء حالات قليلة فقط"، حسب الطبيب ذاته. وأردف الدكتور زاروف: "تسعون في المائة من مرضى كورونا يُمكن أن يتخلصوا من الفيروس بدون أي دواء، ولكن عشرة في المائة ستتدهور وضعيتها الصحية، وسيتم نقلها إلى قسم الإنعاش"، متسائلا: "من يضمن للمريض بأن جسمه سيتخلص من المرض بدون تناول الدواء؟". وما زالت وزارة الصحة تدافع عن استعمال العقار المثير للجدل في علاج مرضى "كوفيد-19"، حيث سبق أن أكد خالد آيت الطالب، خلال اجتماع بمجلس النواب، أن لجوء المغرب إلى استعمال هذا العقار كان مسبوقا بدراسات وتجارب سريرية.