لاحظ متتبعو الخطابات الملكية أن الملك محمدا السادس تجنب خلال خطاب الذكرى ال45 للمسيرة الخضراء، مساء السبت، ذكر دولة الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية بالاسم، مكتفيا بالإشارة إليهما في خطابه. واعتبر الخبير الاستراتيجي في الشؤون المغاربية وقضية الصحراء، عبد الفتاح الفاتيحي، أن تجنب الملك ذكر جبهة البوليساريو والجزائر بالاسم يحمل بين طياته "دلالة قوية على أن المغرب لم يعد معنيا بموقفهما من نزاع الصحراء طالما أن المجتمع الدولي أسقط خيار تنظيم الاستفتاء لصالح خيار التوافق والواقعية السياسية، الذي يتناغم مع روح المبادرة المغربية للحكم الذاتي". ولفت الفاتيحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الانتباه إلى أن البوليساريو والجزائر تلقتا بذلك "الجواب الشافي على مناوراتهما قبل وبعد صدور القرار 2548، حيث كانتا تعتقدان أن بإمكانهما التأثير في ثبات موقف الرباط عبر تجييش مليشيات لإغلاق معبر الكركرات أو التهديد باستعراضات عسكرية أو التهديد العلني بتجاوز صلاحيات "المينورسو" أو التحرش بمراقبي البعثة الأممية". وبخصوص تأكيد الملك في خطابه على أن المغرب سيبقى كما كان دائما "متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية"، أوضح الخبير الاستراتيجي في الشؤون المغاربية وقضية الصحراء أن ذلك يبرز الاستعداد للرد على الخصوم الذين يتعارضون مع القرارات الشرعية الدولية. وقال الفاتيحي في هذا الصدد: "لقد أشارت رسالة الملك إلى أن الخصوم في تعارض تام مع قرارات الشرعية الدولية، وأنه في حالة الإخلال بها تماما، فإن القوات الملكية المسلحة على أهبة الاستعداد لردع أي محاولة للمساس بالتراب المغربي". وأوضح الخبير في ملف الصحراء أن الملك بهذه المناسبة توجه إلى الأمام لتعزيز المكتسبات على المستوى الدولي بأن "وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لحماية الأمن والسلم الدوليين، وأبقى على تعاونه التام في التزام بالشرعية الدولية تيسيرا لقيام "المينورسو" بمهامها في مراقبة الاتفاق العسكري رقم واحد". وأضاف المتحدث نفسه أن الملك شدد على كون المغرب ماض في الثقة اللازمة في مغربية الصحراء، عن طريق "تواصل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية بالأقاليم الجنوبية عبر الاستثمار في مؤهلاتها البحرية كتحلية مياه البحر واستغلال الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية بتشييد ميناء الداخلة الكبير". هذا، وأكد الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء أن المغرب سيظل "ثابتا في مواقفه، ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة". وتابع الملك أن المملكة تعبر عن رفضها القاطع "للممارسات المرفوضة لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة"، مشيرا إلى أن المغرب سيبقى "إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية. وإننا واثقون بأن الأممالمتحدة و"المينورسو" سيواصلون القيام بواجبهم في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة".