استجابة للتعليمات الملكية، انخرط المغرب، خلال السنوات الأخيرة، في إستراتيجية للطاقات البديلة والمتنوعة، ليصبح منتجا كبيرا للطاقة المتجددة والإسهام في تقليص الانبعاثات الغازية وإنتاج طاقة متجددة تشكل مستقبل الاستهلاك البشري. السياسة المغربية في مجال الطاقات المتجددة تحت الرعاية الملكية أصبحت محط إعجاب العديد من مراكز التفكير والمؤسسات الإعلامية والحكومية الهولندية بشكل خاص والأوروبية والأمريكية بشكل عام، التي أجمعت على كونها أضحت مرجعا دوليا ونموذجا يحتذى به. في هذا الصدد، بادرت "مؤسسة الأمل والتنمية" بهولندا Stichting Hoop en Ontwikkeling، التي يترأسها عمرو حروي بشراكة مع مركز التفكير والبحوث في مادة الهيدروجين DeoDesk | Energy Strategy ، بتنظيم ندوة افتراضية تحت عنوان "إستراتيجية مستقبل الطاقات النظيفة بين المغرب وهولندا والاتحاد الأوروبي". شارك في اللقاء من الجانب المغربي محمد الغزالي، الكاتب العام لوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة - قطاع الطاقة والمعادن، الذي أبرز في مداخلته انفتاح المغرب في مجال الطاقات النظيفة، وأنه "حقق تقدما هائلا في هذا المجال منذ سنة 2009"، مضيفا أن المنهجية المغربية بإمكانها أن تكون خارطة طريق بالنسبة للبلدان النامية في مجال الطاقة النظيفة. من جانب الاتحاد الأوروبي، شارك في الندوة كل من نائب رئيس المفوضية الأوروبية في مجال الطاقة، Diederik Samsom، والسفير الجديد للمملكة الهولندية في الرباط، ونائبه Luc Schillings، اللذين أعربا عن استعدادهما لعقد لقاءات عمل مع المسؤولين المغاربة من أجل التعاون في المجال الطاقي. وشارك في الندوة كذلك Nico van Doren، مدير ميناء روتردام، الذي يعد أكبر ميناء بأوروبا، وأكاديميون متخصصون في هذا المجال كالبروفيسور Ad van Wijk الأستاذ بجامعة Tu-delft والبروفيسور Noé van Hulst والبروفيسور المغربي بجامعة TU-Delft سعيد الحمديوي. المتدخلون في الندوة أجمعوا على أن المغرب يمكن أن يكون الشريك الإستراتيجي لأوروبا في مجال الطاقات المتجددة وقبلة للاستثمار نظرا لكونه يتمتع بالاستقرار ويملك كل المؤهلات اللوجيستيكية والموارد الطبيعية والكفاءات البشرية التي تؤهله لذلك، إضافة إلى توفره على معاهد كبرى متخصصة في مجال البحوث، مثل معهد IRESEN الذي يترأسه بدر إيكن. ولقد أعرب كل من رئيس مؤسسة الأمل والتنمية بهولندا Stichting Hoop en Ontwikkeling ومستشاره يونس أبو الغيث، خلال مداخلتهما على امتنانهما وشكرهما للملك محمد السادس على اهتمامه الكبير بموضوع البيئة، مؤكدين أن سياسته الحكيمة التي يعتمدها في مجال الطاقات المتجددة تعتبر نموذجا يحتذى به بالنسبة للبلدان الأخرى، وخاصة الإفريقية. كما أعربا عن تقديرهما للمجهودات الجبارة التي يقوم بها السفير عبد الوهاب بلوقي والإدارة المغربية بصفة عامة في تشجيع المبادرات الهادفة للمجتمع المدني المغربي بهولندا.