أقدم إبراهيم جالطي، باعتباره عسكريّا ومعتقلا سياسيّا سابقا، على مراسلة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران بشأن وضعيّته الاجتماعية وعلاقتها بمحاربة الفساد والاستبداد.. وقد توصّلت هسبريس بهذه الرسالة التي تمّ خطّها بمدينة وجدة التي يستقر بها جالطي. "..لا يمكن الحديث عن محاربة الفساد والاستبداد وتظل المؤسسة العسكرية في برجها العاجي بعيدة عن أي مراقبة.. فمحاربة اقتصاد الريع، بدءً من استغلال رخص الصيد في أعالي البحار ورخص النقل عبر الطرقات واستغلال مقالع الرخام والرمال والأحجار والاستفادة من الضيعات الفلاحيّة، يجب أن يبدأ بطرق أبواب كبار العسكريين.. فمحاربة الإستبداد والاستعباد والحُكْرَة رهين بطرق الأبواب المغلقة للثكنات، ومعاينة واقع مئات الآلاف من الجنود وراء أسوارها" يقول جالطي لبن كيران. وقال ذات العسكري والمعتقل السابق إنّه عام 2002 "كسر جدار الخوف والصمت وسط المؤسسة العسكريّة البكماء".. كما أردف: "فضحت ما يجري داخل مؤسسة الجيش من فساد ورشوة واستبداد واستعباد بتقرير من 110 صفحات.. معززة بصور فوتوغرافية وشريط فيديو بالصوت تزيد مدّته عن 60 دقيقة.. فكان مصيري السجن لمدة سبع سنوات نطقت بها المحكمة العسكرية بالرباط.. بعد جلسة واحدة". وذكّر ابراهيم جالطي رئيس الحكومة بموقف حزب العدالة والتنمية، ذاك الحين، بمطالبته فريقه العمل على تحريك الملف والدفع للتحقيق في القضيّة.. موردا: "عندما تحدثت الصحف الإسبانية.. سارعت الحكومة المغربية، بقيادة عبد الرحمان اليوسفي، إلى نفي الخبر وتكذيبه على لسان وزيرها في الثقافة محمد الأشعري..". "لم استسلم خلف القضبان فكتبت عشرات المقالات في الصحف الوطنية أفضح من خلالها واقع المؤسسة العسكرية وما يعانيه الجنود من ظلم وحيف واستعباد.. ورغم الظروف القاسية وغير إنسانية داخل السجن تابعت دراستي، وحصلت على شهادة جامعية، وحين عانقت الحرية بعد 2555 يوما قضيتها وراء القضبان وجدت نفسي مشردا، وبدل الاستفادة من الرعاية اللاحقة والإدماج في الوسط الاجتماعي، كما تنص على ذلك القوانين، صرت ملاحقا من طرف أعين المخابرات".. يقول جالطي لبن كيران. واختتم ذات العسكري والمعتقل السابق رسالته لرئيس الحكومة بالدعوة إلى ردّ الاعتبار له عبر إدماجه في سوق الشغل.. موردا: "راسلت كلا من عامل عمالة وجدة أنكاد ووالي ولاية الجهة الشرقية ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في التاسع من شتنبر الماضي، دون تلقي أي ردّ.. وإني أتشبث بحقي بدل الانتقام مني لأن مبادئي وحبي لوطني جعلتني أنتفض ضد فساد واستبداد واستعباد مؤسسة الجيش".