يواصل الأساتذة موظفو وزارة التربية الوطنية حاملو الشهادات أشكالهم الاحتجاجية للمطالبة بتمكينهم من الحق في الترقية بالشهادة وتغيير الإطار، بالانخراط في شكل احتجاجي سيدوم طيلة أيام العطلة. الأساتذة المعنيّون ارتأوا التخلي مكرهين عن الراحة في أيام العطلة، وحجّوا إلى العاصمة الرباط من مختلف مدن المغرب للاحتجاج أمام مقر وزارة التربية الوطنية؛ لكنهم وجدوا الساحة المقابلة للوزارة مطوّقة بالعناصر الأمنية. ومنذ الصباح الباكر، وفدت تعزيزات أمنية على المكان الذي كان يعتزم الأساتذة الاحتجاج فيه، حيث تم تطويق الساحة بعناصر من الأمن الوطني والقوات المساعدة، ليقرر الأساتذة نقل احتجاجهم إلى أمام مديرية الموارد البشرية بمدينة العرفان. وبالرغم من تهاطل الأمطار، وقف الأساتذة حاملو الشهادات أمام مقر المديرية من الساعة الحادية عشرة إلى غاية الساعة الثالثة بعد الزوال، يرددون الشعارات أمام أنظار عشرات قوات الأمن ومسؤولي السلطة المحلية. وحاول قائد المنطقة وأحد المسؤولين الأمنيين ثني الأساتذة المحتجين عن مواصلة احتجاجهم، حيث طالباهم بالانسحاب، ونشب تشنّج بين الطرفين عاد إثره القائد والمسؤول الأمني إلى مكانهما؛ فيما واصل الأساتذة احتجاجهم، مرددين شعار: "الجماهير شوفي مزيان، حقوق الإنسان". ويطالب الأساتذة موظفو وزارة التربية الوطنية حاملو الشهادات بحقهم في الترقية وتغيير الإطار؛ وهو المطلب الذي قال عبد الوهاب السحيمي، منسق التنسيقية الوطنية الممثلة للأساتذة، "إننا لن نتخلى عنه أبدا، رغم القمع ورغم التضييق ورغم كل شيء". وقال السحيمي بحماس وسط زملائه: "رغم المنع والقمع أبى الأساتذة إلا أن يحضروا في هذا الشكل النضالي من مختلف مناطق المغرب، رغم أن عددا منهم مُنعوا من التنقل عبر محطات القطار، ولكن رغم المنع والقمع سنستمر في الاحتجاج إلى حين استرجاع جميع حقوقنا، وعلى رأسها حق الترقية وتغيير الإطار". ولقيت الكلمات التي ألقاها السحيمي صدى في صدور زملائه الأساتذة فأيدوه بترديد شعار: "صامدون صامدون.. وعلى طريق النضال نحن سائرون"؛ فيما كان مسؤولو قوات الأمن ينظمون صفوف العناصر المدججة بالعصي والأذرع الواقية. وواصل السحيمي كلمته بالقول: "القمع ما غاديش يخوفنا وغادي نستمرو في النضال. تعرضنا للقمع في اليوم العالمي للمدرس، ونريد من هذه الوقفة أن نقول للعالم إنه لا يوجد عندنا يوم للمدرس، لأننا في هذا اليوم تعرضنا لكل أنواع القمع والتنكيل". ويأتي استمرار احتجاج الأساتذة موظفي وزارة التربية حاملي الشواهد في وقت تلحّ فيه نقابات تعليمية على تمكينهم من حقهم في الترقية، مطالبة وزارة التربية الوطنية بالإسراع بالاستجابة لهذا المطلب. النقابة الوطنية للتعليم دعت، من خلال فرعها بالخميسات، وزارة التربية الوطنية إلى تسوية ملف الأساتذة حاملي الشهادات بشكل شامل، بإصدار المرسوم المتفق عليه بهذا الخصوص، مؤكدة أن مطلب الأساتذة بالحق في الترقية وتغيير الإطار، أسوة بالأفواج السابقة، "هو حق عادل". وفي الوقت الذي لم تبادر فيه الوزارة الوصية على القطاع بالاستجابة لمطلب الأساتذة حاملي الشهادات، عبّر هؤلاء عن تمسكهم بمطلبهم، عبر ترديد شعار "ما مفاكينش"، بينما قال عبد الوهاب السحيمي: "سنستمر في الاحتجاج إلى أن تتحقق مطالبنا". وتابع المتحدث ذاته: "الأساتذة يضحّون دائما، وفي الحجر الصحي ضحّينا كثيرا واشتغلنا بإمكانياتنا الذاتية لإنجاح التعليم عن بُعد، وإنجاح والدخول المدرسي، فكان جزاؤنا هو أننا كلينا العصا في اليوم العالمي للمدرس"، مضيفا: "الأستاذ في المغرب مْرمد، يتعرض للإهانة والإذلال صباح مساء".