يقدم المعرض المقترح بمتحف التاريخ والحضارات، المتموقع على مقربة من متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، إلى غاية ال30 من يناير المقبل، مسارات متحفية غنية ومتفردة؛ من خلال تقديم أزيد من 450 قطعة أثرية تشهد على تاريخ المغرب المتجذر. ووفق بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف، توصلت به هسبريس، تؤسس البنية المعرضية للمتحف ثلاثة مسارات من الحضارة الاشولية إلى القرن التاسع عشر مرورا بمختلف حضارات ما قبل التاريخ والحضارات القديمة إلى العصر الوسيط. وقد تم تجسيد فترات العصر الحجري القديم والحديث وأيضا عصر المعادن من خلال لقى ثقافات تشهد على الوجود البشري لمختلف هاته الحضارات، يقول البلاغ، ويضيف: "تم تسليط الضوء بشكل خاص في هده النسخة الجديدة من المعرض على جمجمة أول إنسان عاقل والذي تم اكتشافه في جبل إيغود وأعيد تأريخه سنة 2017 ب 315000 عام قبل الحاضر، وكذلك الوجود الفينيقي والموري والروماني واضح المعالم من خلال مجموعة من القطع البرونزية والخزفية والرخامية والذهبية". للفترة الانتقالية والمحددة بين نهاية الفترة الرومانية وظهور الإسلام حضور مهم في مسار المعرض؛ فهي تشهد على طقوس دينية يهودية ومسيحية كانت تمارس خلال هذه الفترة في المغرب، تقول المؤسسة. وتتيح القطع الأثرية للفترة الإسلامية الاطلاع على سمات حكم وحياة السلالات الإسلامية الإدريسية والمرابطية والموحدية والمرينية والعلوية، وهذا من خلال العملات الذهبية والخزف والأدوات العلمية والعناصر المعمارية. وفي فناء داخل المتحف، جرى عرض مجموعات حجرية مكونة من فنون صخرية ونقوش ليبية واتينية ولوحات نذرية قديمة ولوحات مقبرية إسلامية، وداخل قاعتين منفردتين ينبهر الزوار بروائع النحت الروماني على الرخام والبرونز؛ ف"القطع البرونزية الشهيرة لجوبا الثاني والجنرال كاتو والغلمان حظيت بصدى عالمي كبير". يذكر أن متحف التاريخ والحضارات، المعروف سابقا بالمتحف الأثري والذي أنشئ في عشرينيات القرن الماضي، يهدف إلى استحضار تاريخ المغرب من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الإسلامي؛ فهو يعرض قطعا مميزة من مختلف مناطق المغرب (فاس وسلا والأطلس المتوسط والريف...)، فيمنح بذلك الاكتشاف المنطقي والعلمي للأشياء.