تحتضن ثمانية متاحف تابعة للمؤسسة الوطنية للمتاحف، غدا الأحد، معارض متميزة تقام بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف بهدف تمكين المواطنين من التعرف على الآثار الشاهدة على التاريخ العريق للمملكة والوقوف على غنى ممتلكات المتاحف الوطنية. وذكر بلاغ للمؤسسة الوطنية للمتاحف أنه ستنظم في هذا السياق أياما للأبواب المفتوحة في متاحف خمس مدن مغربية حيث ستتاح الفرصة للاستمتاع بمجموعات استثنائية بالمتحف الأثري بالرباط والمتحف الوطني للمجوهرات بالأوداية بالرباط ومتحف البطحاء بفاس ومتحف وبرج ابن القارئ بمكناس ، والمتحف الإثنوغرافي بتطوان ومتحف القصبة بطنجة ومتحف تطوان الأثري و متحف دار الجامعي بمكناس. ويعرض المتحف الأثري بالرباط ، الذي يقع وسط العاصمة، اللقى الأثرية المعثور عليها في مختلف المواقع الأثرية وخاصة تلك التي تنتمي لموقع وليلي وبناصا وتموسيدا. ويقدم المتحف الأثري بالرباط للزائر تاريخ المغرب مند فترات ما قبل التاريخ حتى الفترة الإسلامية وذلك بواسطة قطع مختلفة (أدوات الإنسان القديم, أدوات العصر الحجري الحديث, كتابات ليبية وبربرية, مجموعات رومانية برونزية ومرمرية, وقطع خزفية اسلامية كما يتوفر المتحف على أشهر التحف البرونزية خاصة رأس الملك جوبا الثاني ورأس كاطون وكذا التماثيل البرونزية الأخرى, ككلب ليلى و الصياد الشيخ). وفي المتحف الوطني للمجوهرات "الأوداية" سيتعرف للجمهور على مكونات المعرض الدائم للحلي والحلل الذي يعكس التطور التاريخي والتصنيفي حسب الجنس والفضاء الفني للمجوهرات في الحضارة المغربية من عصور ما قبل التاريخ إلى اليوم. وتم تصنيف المعروضات بدءا بالمعادن النبيلة مثل الذهب والفضة ثم المعادن الأخرى مثل النحاس و غيرها من المواد العضوية مثل الصدف . وتحت شعار " مظاهر من الحياة الفكرية والدينية وفنون العيش بمدينة فاس والنواحي" يقدم المعرض الدائم لمتحف البطحاء بفاس محاور من المعاش اليومي في فاس بالمناطق الحضرية والقروية، كما يعرض المتحف أقدم قطع الفن الإسلامي بالمملكة كمنبر مسجد الحي الأندلسي. وبمكناس يقترح متحف الفخار للريف ومقدمة الريف "برج ابن القارئ" ، والذي سيفتح أبوابه أمام الجمهور، رحلة مذهلة لاكتشاف فن الفخار المغربي من خلال قطع فخارية من منطقة الريف ومقدمة الريف، تم تجميعها منذ سنة 2003 عبر التبادل بين المتاحف أو الاقتناء من أوراش الفخار. وتم بناء المعلمة المعمارية "برج ابن القارئ" في عهد السلطان المولى إسماعيل. وفي سنة 2003 تم تحويل البناية إلى متحف دشنه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد في يوليوز 2004. كما يتضمن البرنامج معرضا فريدا من نوعه بمتحف دار الجامعي يشتمل على معروضات هائلة من القطع الإثنوغرافية من مواد مختلفة (خشب ومنسوجات وسيراميك ومعادن ونحاس وورق ). تعود جل هذه المعروضات التي تعكس براعة الصانع التقليدي بمكناس والنواحي، إلى فترات القرنين التاسع عشر والعشرين. ويقدم متحف دار الجامعي أيضا ما بين 16 و18 ماي الجاري ورشة لصناعة الفخار والصباغة والرسم والخط العربي . أما المتحف الإثنوغرافي بتطوان، الذي افتتح في 29 يوليوز 1948 ، في قلعة تاريخية بنيت بأمر من السلطان مولاي عبد الرحمان ما بين سنتي 1830 و1831 ، فيقدم معروضات متنوعة، تبرز الجوانب الثقافية والإثنوغرافية للمدينة ونواحيها، من خلال موضوعين رئيسيين : الحياة العامة والحياة الخاصة. في تطوان أيضا يقترح المتحف الأثري على الزائر اكتشاف معروضاته التي يرتبط تاريخها بالأبحاث الأثرية في المنطقة. وفعلا، فإن غالبية القطع والآثار المعروضة عثر عليها في حفريات تمت منذ ثلاثينات القرن الماضي. كما يقدم المتحف قطع أثرية تعود لما قبل التاريخ والحضارة الإسلامية عثر عليها في العديد من المواقع والمعالم الأثرية في شمال المغرب من بينها تحت الغار و مزورة وليكسوس وتامودا والقصر الصغير. وفي طنجة، يقدم المتحف الاثنوغرافي الذي تحتضنه القصبة، وهي موقع تاريخي بعاصمة البوغاز، مجموعات مختلفة في محاولة لاعادة كتابة أهم الجوانب للثقافة المادية بطنجة ونواحيها. ويقترح المتحف على الجمهور، غدا الأحد ، تنظيم زيارات تتخللها شروحات لمحتويات المعرض وكذا ندوة بعد الظهر حول " المتاحف وتعزيز التراث الثقافي غير المادي في شمال المغرب "، بمشاركة الأستاذ الباحث محمد الضريف من المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة. كما يقترح المتحف معرضا للوحات كلود بوردين احتفالا بتوأمة طنجة و بوجينسي. وشغل الفنان كلود بوردين الذي ازداد عام 1943 منصب عمدة المدينة الفرنسية لمدة 19 عاما . يذكر أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف سنويا منذ عام 1977 ، يوم 18 ماي، بهدف تحسيس الرأي العام بدور المتاحف في تحقيق التنمية والتطور. وفي عام 2013 احتفل أكثر من 35 ألف متحف بهذا اليوم الذي يخلده المجلس العالمي للمتاحف في 143 بلدا بالقارات الخمس .