شهدت جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، التي خصص موضوعها للسياسة العامة الحكومية في ظل تطورات الوضعية الوبائية في المغرب، صراعا حادا بين سعد الدين العثماني وفرق المعارضة، وذلك على خلفية الاتهام بالتكاسل. وضمن كلمته في الجلسة، اتهم العثماني المعارضة بأنها متكاسلة وغير ذكية، لأنها لا تقرأ المؤشرات والأرقام التي قدمتها الحكومة، الأمر الذي أغضب المعارضة التي رفضت اتهامات العثماني، ما أدخل الجلسة في مواجهة مع الفريق الاستقلالي، الذي اتهم بدوره الحكومة بالكسل، لأن "اتهام المعارضة بالكسل يقابله اتهام للحكومة بالكسل". وقال العثماني إن فرق المعارضة قدمت كلاما عاما وأحكاما مطلقة بخصوص المعطيات التي قدمها حول عمل الحكومة في زمن كورونا، معتبرا أن الحكومة قدمت حصيلة مشرفة على مستوى ثلاث سنوات بمؤشرات مهمة، منها نسبة البطالة، وممارسة الأعمال. وتفاعلا مع النقاش حول تعديل القاسم الانتخابي، قال العثماني إن البعض يرفع شعار "ضربني وبكا سبقني وشكا، لأني لم أتحدث عن القاسم الانتخابي، ويجب طي الصفحة نهائيا وأن نجري الانتخابات بالقوانين التي تم إعدادها سنة 2002"، مخاطبا الاتحاديين بالقول: "أنتم من طلبتم تغييره وطرحتموه للنقاش السياسي في الساحة السياسية". رئيس الحكومة جدد التأكيد أن المغرب أمام أزمة صحية، لكنها بانعكاسات اقتصادية واجتماعية قاسية، وبالتالي فالحكومة ملزمة بالعمل على الحفاظ على صحة المواطنين، داعيا إلى "الإنصات لآراء اللجنة العلمية والخبراء في المجال الصحي وللسلطات المحلية والترابية، وفي الوقت نفسه العمل الجاد، بتشاور وتعاون مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين، ومع مختلف المؤسسات، من أجل التقليل من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق الإنعاش الاقتصادي بالمغرب". وأورد العثماني في هذا الصدد أن حكومته "متمسكة بشعار الإنصات والإنجاز، وليس لدينا عقدة تجاه النقد، بل نحتاج إليه عندما يكون نقدا بناء، فيه قوة اقتراحية واقعية ومسؤولة"، مضيفا أن الهاجس هو مصلحة الوطن، لا سيما في ظل معركة مستمرة ضد وباء يتهدد الجميع، وتحتاج مواجهته للتضامن وتضافر جهود الجميع". ونبه رئيس الحكومة إلى أن المسؤولية في هذه المواجهة والمعركة مسؤولية فردية وجماعية، قائلا: "المسؤولية مشتركة، والنجاح إما أن يكون جماعيا لصالح الوطن والمواطنين، أو لا يكون"، مطالبا ب"عدم التهاون والتراخي لأن المعركة متواصلة لم تتوقف، مع الالتزام المستمر بالتدابير والإجراءات الصحية والتفاعل الإيجابي مع السلطات".